"بلدنا اليوم" يرصد قصة نجاح الاقتصاد المصري في تخطي الأزمات والتحديات المحلية والعالمية

تعرضت مصر لتحديات محلية وإقليمية ودولية كبيرة ، حيث واجهت مصر على مدار مايقرب من خمسة عشر عامًا ، مرت فيها مصر بصعوبات وأزمات كبيرة ، وبرغم كبر حجم وصعوبه تلك الأزمات إلا أن الاقتصاد المصري كان قادراً وصامدًا واستطاع عبور كل تلك الأزمات وتخطى كل تلك التحديات .

وفي هذا التقرير يرصد موقع بلدنا أبرز تلك التحديات التي واجهتها مصر خلال الفترة الماضية.

ويؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور ياسر حسين، أن أبرز تلك التحديات والصعوبات التي تخطاها الاقتصاد المصري وعبرها كانت كالتالي : 

اولًا : الكلفة الاقتصادية الكبيرة لتوابع ثورة 25 يناير .

وتعرضت مصر لتكلفة اقتصادية كبيرة وهزة اقتصادية عنيفة نتجت عن حالة عدم الاستقرار والفوضى خلال أحداث يناير وما بعدها وقدرت تلك التكلفة بحوالي 100 مليار دولار أميركي ، شملت كلفة حرائق المباني والمرافق والسيارات ، بالإضافة الي عطلة الأنشطة الاقتصادية المتنوعة مع خلل جسيم في السياحة والاستثمار وفوضى في الإنتاج والتصنيع والتوزيع وانسحاب جزء من المستثمرين من مصر .

ثانيا : عودة الملايين من العمالة المصرية من البلدان العربية غير المستقرة .

حيث عاد إلى مصر حوالي عشرة مليون مصري كانوا يعملون في بلدان عربية وعادوا بسبب حالة عدم الاستقرار في كل من العراق وليبيا والسودان وسوريا واليمن ولبنان ، وتحولت تلك الكتلة المصرية السكانية الهائلة من مصدر دخل من العملات الصعبة بتحويلاتهم إلى مصر إلى حمل وعبء ثقيل بعد أن كانت عاملًا مساعدًا للاقتصاد المصري من خلال تحويلاتهم كعاملين بالخارج .

ثالثا : أزمة انتشار وباء كورونا :

أدت أزمة كورونا إلى هزه عنيفة في معظم الاقتصاديات العالميه ومنهم الاقتصاد المصري لأن أزمة كورونا أدت إلى خلل في قواعد الإنتاج نتيجة الإجراءات الاحترازية لعدم انتشار المرض والوقايه منه مما أدى إلى هبوط الإنتاج في مختلف مناطق انتاج السلع وبالتالي أدى ذلك الي ارتفاع في أسعار معظم السلع عالميًا وانعكس ذلك بارتفاع في كلفة الواردات المصرية بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع كبير لأسعار السلع والخدمات في مصر .

رابعًا : الحرب الروسية الأوكرانية 

أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى خلل في سلاسل الإمداد والتموين لكل البلدان التي تعتمد على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا ، وتأثرت مصر كثيرا لاعتماد مصر على روسيا وأوكرانيا كمصدر لواردات الحبوب إلى مصر مما شكل ضغطا كبيرا على مصر لارتفاع أسعار الحبوب عالميا بسبب تلك الحرب .

خامسا : حرب إسرائيل على غزة ولبنان: 

شكلت حرب إسرائيل علي غزه وعلي لبنان بتوترات في الشرق الأوسط كله واتسع النزاع ودخل فيه الحوثيون من اليمن وأدى ذلك لعدم استقرار الملاحه في جنوب البحر الأحمر وانعكس ذلك بتراجع كبير في ايرادات قناه السويس .

سادسا : العرب الوافدين إلى مصر : 

استقبلت مصر حوالي عشرة ملايين عربي من بلدان العراق وسوريا والسودان وليبيا ولبنان واليمن وذلك نتيجة لحاله عدم الاستقرار في أوطانهم ، وهذا العدد الكبير شكل ضغطا على القدرات الاستراتيجية المصريه .

واوضح الخبير الاقتصادي ياسر حسين أنه بالرغم من كبر حجم تلك التحديات والأزمات وتنوعها مابين المحلي والإقليمي والعالمي إلا أن الاقتصاد المصري استطاع أن يعبر كل تلك الأزمات من خلال تمتع الاقتصاد المصري بالقوة مع متانة النسيج الاجتماعي المصري وتنوع الاقتصاد المصري بمقومات تعطي للجسد الاقتصادي المصري حيوية وقوة وتجعله قويا قادرا علي امتصاص وعبور الازمات وذلك لاسباب كثيره ومنها الاتي :

1_ النظام السياسي المصري منذ عام 2014 نظام سياسي قوي ومستقر من أعلى قمة صناعة القرار ، فمصر دولة مؤسسات قوية ، كما أن الدبلوماسية الرئاسية المصريه دبلوماسية تنمويه تبحث دائما عن الصالح لمصر والمصريين من خلال علاقات تعاون وشراكه مع مختلف دول العالم من أجل التنمية والبناء على أرض مصر مع اختيار مصر للسلام كخيار استراتيجي .

2_ النظام المصرفي المصري في مصر نظام آمن والبنوك المصريه آمنه والسياسات النقديه المصريه سياسات سليمة وهي أحد أهم أسباب صلابة الاقتصاد ، فمصر استطاعت القضاء علي السوق السوداء للعملة الاجنبية نهائيًا منذ مارس 2023 بفضل القرارات السليمة وأدى ذلك إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين في الخارج إلى مصر بشكل كبير .

3_ اتخاذ صناع القرار في مصر طريق الاصلاح الاقتصادي وطريق الاقتصاد الحر مثل الدول المتقدمة ، وبذلك استطاعت مصر الحصول على إشادات وتعاون من جهات وهيئات عالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوربي والاتحاد الافريقي والاسيوي وغيرهم وأدى كل ذلك الي ارتفاع تصنيف مصر الاقتصادي والائتماني وإلى ارتفاع نسب الاستثمار الاجنبي والعربي علي ارض مصر عاما وراء عام .

4_ تنوع الاقتصاد المصري في المجالات الاقتصاديه المختلفه ، فالاقتصاد المصري متنوع فتجده اقتصاد زراعي وصناعي وتجاري وعقاري وسياحي وخدمي وتقني وتكنولوجي ، وهذا التنوع والاختلاف يجعل الاقتصاد المصري حيوي وصحي باستمرار .

5_ تنوع المنتج السياحي المصري ، فالسياحة في مصر كمصدر للعملة الصعبة نجدها سياحة متنوعة مابين السياحة التاريخية والدينية والعلاجية والرياضية والبيئية وسياحة الغطس مع وجود الآثار الفرعونية واليهودية والقبطية والإسلامية وهذا التنوع السياحي على أرض مصر يجعل هناك طلب دائم علي مصر من السياحه العالميه مما يجعل هناك استدامة للمورد الدولاري لمصر من السياحة .

6_ التسهيلات الجديده التي تقدمها الحكومه المصريه للاستثمار المحلي والإقليمي والدولي ، فقيام الحكومة المصريه بتعزيز ودفع القطاع الخاص وزياده حجمة في الاقتصاد المصري ، وخطوه إعلان وثيقة ملكية الدولة وطرح بعض المشروعات الحكوميه في البورصة ، كل ذلك يؤدي إلى حيوية وصحية الجسد الاقتصادي المصري .

7_ اهتمام القياده السياسيه بتطوير وتحديث البنيه التحتيه وهذا يؤدي الي جذب الاستثمار علي أرض مصر ، ففي الفتره من 2014 وحتي 2024 قامت الحكومة المصرية بجهود كبيره شملت شبكه طرق وانفاق وكباري حديثة ومتطوره مع تطوير المواني والسكك الحديديه والمطارات وإقامة عدة مدن سكنية وصناعية وكل ذلك ادي إلى إقامة مشروعات ومصانع بالمناطق الصناعية .

8_ إعلان الحكومة خطة للوصول إلى 100 مليار دولار صادرات صناعية و 150 مليار دولار صادرات شاملة بحلول عام 2030 ، ومن أجل ذلك اهتمت الدوله بالزراعة والصناعة وبدأت بشائر نجاح الخطة بتطورات إيجابية في أرقام التصدير المصرية بشكل كبير فمصر حققت في عام 2024 تصدير سلع بحوالي 40 مليار دولار ، بالإضافة إلى تصدير غاز ومشتقات بترولية بقيمه 13 مليار دولار .

9_ توسع الدوله في الاقتصاد العمراني ، فهناك نهضه عمرانيه غير مسبوقه تستهدف توسع العمران البشري على الخريطة المصرية من 10% الي 20% بحلول عام 2030 ، فهناك نهضة عمرانية غير مسبوقة أدت إلى طفرة كبيرة في الاقتصاد العقاري والعمراني .

10_ اهتمام مصر بالاقتصاديات الجديدة الواعده مثل اقتصاديات المناخ والاقتصاد الأخضر مع توسع مصر في اقتصاديات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومشروعات الهيدروجين الأخضر وجميعها مجالات تعطي قوة للاقتصاد المصري نتيجة اتجاه العالم كله لها .

وأضاف الخبير الاقتصادي أنه  مما لاشك فيه ان اتخاذ مصر طريق ومنهج الإصلاح الاقتصادي والسير فيه جعل مصر أكثر صلابة و مرونة في تخطي الازمات والمصاعب وسببًا في عبور مصر جميع الأزمات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية محققة معدلات تنموية واقتصادية واجتماعية إيجابية تتزايد عام وراء عام بشهادات عالمية من أعلى الجهات الدولية وأتت تلك القدرات لمصر بفضل جهود أبناء مصر المخلصين الأوفياء للوطن الغالي الحبيب مصر .