يحتفل المسيحيون الأرثوذكس غدًا الأحد 19 يناير 2025 بعيد الغطاس المجيد، حيث ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم السبت 18 يناير قداس لقان عيد الغطاس المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
بدأت الطقوس بصلوات اللقان المقدس، تلتها الصلوات الخاصة بالقداس الإلهي، وتستمر حتى الساعات الأولى من صباح الأحد 19 يناير.
عادة سنوية
كما هي العادة في كل عام، يصلي البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من الإسكندرية، وسط حضور شعبي وكهنوتي مكثف.
وهو تقليد متبع منذ عهد الراحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 117 في تاريخ باباوات الكنيسة الأرثوذكسية.
تعد الإسكندرية معقل المسيحية الأولى في مصر، التي بنيت على يد القديس مرقس رسول السيد المسيح عام 62 م.
مكانة عيد الغطاس لدى المسيحيين
يحتل هذا العيد مكانة خاصة بين المسيحيين، حيث يُعد مناسبة روحانية تتسم بالفرح والطقوس المميزة التي يترقبونها سنويًا، لإحياء ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.
يُحتفل بهذا العيد سنويًا يوم 19 يناير، الذي يوافق 11 من شهر طوبة في التقويم القبطي، وهو من الأعياد "السيدية الكبرى"، أي من الأعياد الخاصة بالسيد المسيح.
سبب التسمية
يسمى بعيد الغطاس لأنه تم فيه عماد السيد المسيح بالتغطيس، ويُعرف أيضًا باللغة اليونانية بعيد "الثيئوفانيا" أي "الظهور الإلهي"، بحسب ما ذكر كتاب السنكسار، وهو كتاب يحوي سير الآباء القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد وأيام الصوم مرتبة حسب أيام السنة، ويقرأ منه في الصلوات اليومية.
قصة عيد الغطاس عند المسيحيين
يذكر السنكسار قصة عيد الغطاس، وهي "أنه في مثل هذا اليوم من سنة 31 ميلادية اعتمد السيد المسيح من يد القديس يوحنا المعمدان في نهر الأردن كما جاء في إنجيل متى (متى 3: 13 – 17)، فظهر الثالوث القدوس واضحًا للجميع: الآب في السماء يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، والابن في نهر الأردن، والروح القدس نازلاً عليه مثل حمامة، بحسب الاعتقاد المسيحي".
كما يُذكر في "السنكسار" أن السيد المسيح قد أسس بعماده سر المعمودية المقدس، أول الأسرار السبعة للكنيسة.
مراسم الاحتفال بعيد الغطاس
تبدأ مراسم الاحتفال بعيد الغطاس في الكنائس القبطية الأرثوذكسية من السبت 18 يناير، وهو اليوم الذي يسبق الاحتفال، ويُسمى "برمون"، وهو خاص بعيد الميلاد والغطاس فقط. أما بالنسبة لأيام البرمون، فإذا جاء العيد يوم الأحد، يكون البرامون يومي السبت والجمعة، وإذا جاء العيد يوم الإثنين، يكون البرامون أيام الأحد والسبت والجمعة.
في هذه الأيام يصوم الأقباط، لكن لا يُسمح بتناول السمك، ويُسمح بالصيام دون انقطاع.
يُقام قداس الغطاس في الليلة السابقة للعيد، ويُسمى "برامون الغطاس"، أي الاستعداد للعيد، حيث يصوم الأقباط حتى المساء، إلى انتهاء القداس.
سبب إقامة الكنيسة قداس عيد الغطاس مساءً
تحتفل الكنيسة بثلاثة أعياد ليلاً: الميلاد، الغطاس، والقيامة. والسبب في ذلك هو التقليد المتبع بأن السيد المسيح قد وُلد ليلاً كما جاء في إنجيل (لوقا 2: 8 ــ 10).
ولذلك قرر مجمع نيقية أن يُصلى قداس عيد الميلاد في نفس وقت حدوثه، وأن يتبع نفس الأمر في عيد الغطاس وعيد القيامة.
عادات المسيحيين الأرثوذكس في عيد الغطاس
اعتاد الأقباط الأرثوذكس ممارسة بعض العادات والتقاليد للاحتفال بعيد الغطاس. يتناول الأقباط القلقاس الذي يرمز للمعمودية، حيث يحتوي على مادة سامة تتحول إلى مادة مغذية عند اختلاطها بالماء، مما يرمز إلى تطهير الإنسان من الخطيئة عبر ماء المعمودية.
كما يتناول المسيحيون قصب السكر الذي يرمز إلى العلو الروحي وإفراز الحلاوة من القلوب الطاهرة.
ومن الكلمات التي اعتادوا على ترديدها للتهنئة بمناسبة عيد الغطاس: "شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس... يبقى أحلى عيد غطاس".
كما يردد الأقباط "مطر وقداس بعودين قصب وحلة قلقاس، يبقى عيد غطاس، لأحلى ناس ليوم الخلاص".
يرمز الغطاس إلى المعمودية التي تُعد أول الأسرار السبعة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهي شرط أساسي للإيمان المسيحي، وتعد تذكيرًا دائمًا بأهمية الإيمان والعيش والبقاء والتجديد بحسب قيم المسيحية في الحياة اليومية.
وقد ذكر المؤرخون أن الأقباط كانوا يحتفلون بعيد الغطاس على ضفاف نهر النيل، وكانوا يستخدمون الفوانيس للإنارة في ليلة عيد الغطاس، حيث كان الكهنة والرهبان يغطسون الصلبان في المياه ويقيمون الصلوات.