بايدن يغادر البيت الأبيض.. إرث معقد وعلاقة متوترة مع هاريس

السبت 18 يناير 2025 | 07:42 مساءً
جو بايدن
جو بايدن
كتب : محمد عبدالحليم

بعد نصف قرن من العمل في واشنطن، يغادر الرئيس الأمريكي جو بايدن البيت الأبيض يوم الاثنين بحسرة، مقتنعًا بأنه كان لديه المزيد ليقدمه، لكنه غير متأكد من أن صحته وطاقته كانتا لتصمدا لفترة أطول.

بايدن، الذي وصل إلى واشنطن عام 1972 كأصغر عضو في مجلس الشيوخ، يغادر الآن كأكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، حاملاً معه إرثًا من الإنجازات، لكن أيضًا شعورًا بالمرارة تجاه الطريقة التي انتهت بها مسيرته السياسية.

إرث معقد

خلال فترة رئاسته التي استمرت أربع سنوات، واجه بايدن تحديات غير مسبوقة، بدءًا من جائحة كوفيد-19 التي أعادت تشكيل العالم، وصولًا إلى انسحاب فوضوي من أفغانستان أثار تساؤلات حول كفاءته.

نجح بايدن في إعادة بناء التحالفات الدولية بعد غزو روسيا لأوكرانيا، لكن الحرب لا تزال مستمرة دون نهاية واضحة.

في الشرق الأوسط، ساهم في تحقيق هدنة أخيرة في غزة، لكنه اضطر إلى مشاركة الفضل مع خصمه اللدود، دونالد ترامب.

على الصعيد الداخلي، شهدت الولايات المتحدة استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتصنيع، مما أدى إلى خلق آلاف الوظائف الجديدة. ومع ذلك، فإن فوائد هذه الإنجازات، كما يعترف بايدن نفسه، لن تظهر إلا بعد سنوات.

علاقة متوترة مع هاريس

واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأيام الأخيرة من رئاسة بايدن هي علاقته المتوترة مع نائبته، كامالا هاريس، التي ستخلفه في الترشح للرئاسة. 

أثارت تعليقات بايدن المتكررة بأنه كان بإمكانه هزيمة ترامب لو لم يدفعه قادة الحزب الديمقراطي إلى الانسحاب، استياءً بين مؤيدي هاريس، الذين رأوا في ذلك إشارة إلى عدم الثقة في قدراتها.

قال مستشار سابق لهاريس لشبكة CNN: "إنها علامة على عدم الاحترام، سواء كان يقصد ذلك أم لا". وعلى الرغم من أن بايدن حاول لاحقًا تعديل تصريحاته، إلا أن التوتر بين الاثنين ظل قائمًا حتى اللحظات الأخيرة من شراكتهما.

وداع بايدن بين الحنين والإحباط

في خطاب الوداع الذي ألقاه من المكتب البيضاوي، استخدم بايدن جزءًا كبيرًا من وقته للتحذير من مخاطر "المجمع الصناعي التكنولوجي" الذي يهدد المؤسسات الديمقراطية

 ومع ذلك، لم يخلُ الخطاب من الإشارات إلى إنجازاته، حيث قال: "سيستغرق الأمر وقتًا لشعر بالتأثير الكامل لما فعلناه معًا. لكن البذور قد زرعت، وسوف تنمو وتزهر لعقود قادمة".

لكن بايدن، الذي يغادر البيت الأبيض وهو يشعر بأنه لم يحصل على التقدير الكافي، يبدو أنه يعيش حالة من التقلب بين الحنين إلى الماضي والإحباط من الحاضر.

يقول مستشاروه إنه يشعر بالإحباط لأن إدارته لم تروِ قصة إنجازاتها بشكل كافٍ.

مستقبل بايدن وهاريس

بينما يستعد بايدن للعودة إلى الحياة الخاصة، حيث سيبدأ في جمع التبرعات لبناء مكتبة رئاسية وكتابة كتاب جديد، تواجه هاريس، التي تصغره بـ22 عامًا، مستقبلًا سياسيًا مفتوحًا.

يعتقد الكثيرون أن مسيرتها السياسية لم تنتهِ بعد، حيث يمكنها الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا في عام 2026 أو حتى العودة إلى السباق الرئاسي في عام 2028.

في كلمة وداعها للعاملين في البيت الأبيض، قالت هاريس: "ليس من طبيعتي أن أختفي بهدوء. لذا لا تقلقوا بشأن ذلك".

اقرأ أيضا