وقف إطلاق النار في غزة يسلط الضوء على دبلوماسية احتجاز الرهائن الإيرانية

السبت 18 يناير 2025 | 01:37 مساءً
وقف إطلاق النار في غزة يسلط الضوء على دبلوماسية احتجاز الرهائن الإيرانية
وقف إطلاق النار في غزة يسلط الضوء على دبلوماسية احتجاز الرهائن الإيرانية
كتب : محمود أمين فرحان

أعلنت هذا الأسبوع صفقة وقف إطلاق النار بين الكيان الاسرائيلى وحماس، وهي خطوة تشير إلى تراجع تأثير إيران، الداعم الرئيسي لحركة حماس، في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 

نزار زكا، الذي كان رهينة سابقًا في طهران ولعب دورًا مؤثرًا في مفاوضات وقف إطلاق النار، تحدث عن هذا التطور مع قناة "إيران إنترناشونال".

دبلوماسية احتجاز الرهائن.. سياسة إيرانية طويلة الأمد

نزار زكا، الذي اختطفته قوات الحرس الثوري الإيراني في 2015، قضى أربع سنوات في سجن إيفين الشهير، وواجه 18 شهرًا من الحبس الانفرادي. تم إطلاق سراحه في 2019 في مقابل سجين إيراني في الولايات المتحدة,في حديثه عن دبلوماسية احتجاز الرهائن، أكد زكا على أن "كل مفهوم احتجاز الرهائن تم تطويره من قبل إيران، التي بنت سياستها الخارجية على أساسه".

الهجوم على إسرائيل.. آمال حماس وإيران

كانت حماس وإيران تأملان في أن يُشكل الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 بداية النهاية لإسرائيل، بعد مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة,ومع ذلك، بعد الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة، الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 45 ألف فلسطيني، يرى زكا أن سياسة إيران في استخدام الرهائن لم تعد فعّالة,ويؤكد قائلاً: "إنها درس كبير بأن دبلوماسية الرهائن لن تنجح".

حماس تحتفل بالاتفاق.. "لحظة تاريخية"

رغم الصعوبات التي واجهتها حماس، أعلنت قيادتها أن اتفاق وقف إطلاق النار يُعتبر انتصارًا تاريخيًا لها,في هذا السياق، وصف خالد الحيّة، أحد قادة حماس، الاتفاق بأنه "لحظة تاريخية" في مقاومة الاحتلال، مؤكداً أن "شعبنا قد أفشل أهداف الاحتلال المعلنة والخفية".

تراجع تأثير إيران في المفاوضات

وأوضح زكا أن إيران وحلفاءها قد فقدوا قدرتهم على التفاوض باستخدام حياة البشر منذ اللحظة التي تم فيها التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار,وقد أصبح واضحًا أن دبلوماسية احتجاز الرهائن الإيرانية لم تعد تُؤتي ثمارها كما كانت في الماضي، خاصة مع التطورات الأخيرة في غزة.

إيران وإنكار دبلوماسية احتجاز الرهائن

على الرغم من التراجع الذي شهدته دبلوماسية احتجاز الرهائن، استمرت إيران في إنكار تورطها في هذه السياسة. وقد اعتبر الحرس الثوري الإيراني وقف إطلاق النار انتصارًا لغزة والشعب الفلسطيني، بينما استمرت ممارسات احتجاز الرهائن في إيران، مثل احتجاز صحفية إيطالية الشهر الماضي.

الصفقة الإنسانية.. إطلاق سراح 33 رهينة مقابل مئات الفلسطينيين

في خطوة مهمة، تم التوصل إلى اتفاق يشمل الإفراج عن 33 رهينة خلال الأسابيع الستة المقبلة مقابل مئات من الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل,كما تنص الصفقة على انسحاب جزئي لإسرائيل من أجزاء من غزة، مما يسمح بعودة الفلسطينيين المشردين مع وصول المساعدات الإنسانية.

زكا يعلق: "أنا سعيد جدًا"

نزار زكا، الذي كان له دور رئيسي في الضغط من أجل وقف إطلاق النار، عبّر عن سعادته بهذا التطور، مشيرًا إلى أن جهوده في الضغط على المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك الرئيس المنتخب دونالد ترامب، كانت حاسمة في التأثير على القرار,وقال زكا: "طلبت من الرئيس ترامب الضغط على نتنياهو لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، وليس الأمريكيين فقط."

زكا يسعى لإنهاء دبلوماسية احتجاز الرهائن

زكا، الذي جعل من هدفه في الحياة إنهاء دبلوماسية احتجاز الرهائن، يعمل حاليًا على تعزيز الاتفاقيات الدولية ضد هذه السياسة، ويضغط على الأمم المتحدة لتشديد العقوبات ضد الدول التي تتبنى هذه السياسة,وقد أشار إلى أهمية توحيد المجتمع الدولي لمواجهة هذه الممارسات.

مستقبل دبلوماسية الرهائن.. التحديات القادمة

على الرغم من التقدم الذي تحقق في المفاوضات الحالية، يبقى السؤال حول كيفية منع إيران ودول أخرى من استخدام الرهائن كورقة ضغط في المستقبل,وفي هذا السياق، أكد زكا ضرورة العمل الجماعي على مستوى العالم لإيقاف هذه السياسات القاسية، والتي تهدد حياة الأبرياء.

اقرأ أيضا