حروب التكنولوجيا.. من سيفوز في صراع أبل وميتا وحظر تيك توك بين أمريكا والصين؟.. اعرف التفاصيل

الاربعاء 15 يناير 2025 | 10:35 صباحاً
صورة أرشفية
صورة أرشفية
كتب : عامر عبدالرحمن

يشهد العالم صراعاً كبيراً بين عملاقي التكنولوجيا "أبل" و"ميتا"، حيث تصاعدت الخلافات بينهما في معركة جديدة تثير العديد من التساؤلات حول حماية خصوصية بيانات المستخدمين, هذا الصراع، الذي يعد جزءاً من نزاع مستمر بين الشركتين على الهيمنة في سوق التكنولوجيا الرقمية، يعكس التنافس الشديد بينهما للحفاظ على مكانتهما الريادية في هذا المجال.

 وعلى الرغم من كونه نزاعاً تجارياً، إلا أن تداعياته قد تمتد لتؤثر بشكل كبير على منصات الأخبار والمنصات الرقمية الأخرى، خصوصاً فيما يتعلق بقوانين الخصوصية والبيانات.

وفي الوقت ذاته، يتجدد الصراع بين الولايات المتحدة والصين، حيث تصاعدت التوترات عقب إصدار واشنطن قراراً بحظر تطبيق "تيك توك" في الأراضي الأمريكية, هذا القرار يعكس جوانب جديدة من الحرب التجارية بين البلدين، ويضع تطبيق الفيديو القصير الشهير في دائرة التحدي، مما يثير تساؤلات بشأن مستقبله في السوق الأمريكي.

بدأية الأزمة

 تأتي أحداثها عندما أبدى إيلون ماسك استياءه من تصريحات تيم كوك، رئيس شركة "أبل"، التي قال فيها إن شركته تمثل "فصلًا جديدًا في الذكاء الاصطناعي", ردا على ذلك، نشر ماسك تغريدة قوية قال فيها: "لا أريد هذا, أوقفوا برامج التجسس المخيفة هذه، وإلا سيتم حظر وطرد جميع أجهزة أبل من شركاتي".

وكانت الشراكة بين "أبل" و"أوبن إي آي" (OpenAI) قد أُعلنت في وقت سابق من يوم الاثنين، حيث أكدت الشركتان دمج تقنية الذكاء الاصطناعي ChatGPT في تطبيقات "أبل", بموجب هذه الشراكة، ستدمج "أبل" تقنية ChatGPT في أنظمة التشغيل iOS وiPadOS وmacOS، مما يتيح للمستخدمين الاستفادة من قدرة الذكاء الاصطناعي في تقصير النصوص، تصحيحها، والتحقق منها.

بالإضافة إلى ذلك، سيتيح الذكاء الاصطناعي الجديد إنشاء نصوص للمكالمات الهاتفية، وتوليد الصور عبر أداة "Image Playground", وسيتم دمج هذه التقنية في الإصدارات القادمة من أنظمة التشغيل iOS 18 وiPadOS 18 وmacOS Sequoia.

تجدر الإشارة إلى أن "OpenAI" قد اكتسبت شهرة واسعة بفضل إنشاء بوت الدردشة ChatGPT، الذي لاقى نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقه في نوفمبر 2022، حيث جمع أول مليون مستخدم له في أقل من أسبوع, ومن اللافت أن إيلون ماسك كان أحد مؤسسي "OpenAI" في عام 2015، قبل أن ينفصل عن الشركة في وقت لاحق.

تفاصيل الأزمة الأخيرة

بدأت في منتصف الشهر الحالي، عندما أصدرت شركة "أبل" تحذيرًا بشأن ما اعتبرته محاولات من قبل "ميتا"، المالكة لتطبيقات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، للحصول على "15 طلبًا للوصول العميق إلى بيانات المستخدمين" بموجب قانون الأسواق الرقمية الجديد في الاتحاد الأوروبي.

 وأكدت "أبل" أن الموافقة على هذه الطلبات قد يهدد خصوصية المستخدمين، حيث ستتمكن "ميتا" من الوصول إلى رسائل قصيرة، رسائل بريد إلكتروني، صور، مواعيد، وكل بيانات مكالمات المستخدمين عبر تطبيقاتها.

في المقابل، رفضت "ميتا" هذه الاتهامات، معتبرة إياها "حججًا تهدف إلى تشويه سمعتها" في إطار ممارسات "أبل" المناهضة للمنافسة الحرة, وقالت "ميتا" في بيان لها إن "أبل" لا تعترف بالتوافق بين الأجهزة المختلفة، مما يعكس التوتر المستمر بين العملاقين في صناعة التكنولوجيا.

صراع مستمر على خصوصية البيانات

يشير هذا الصراع المتجدد بين "أبل" و"ميتا" إلى التحديات المتزايدة المتعلقة بحماية خصوصية المستخدمين في عصر الرقمية. ومع تصاعد الاهتمام بالقوانين التي تنظم حماية البيانات، مثل قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، فإن الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا تسعى لتعزيز سيطرتها على البيانات، مما يثير المخاوف بشأن تأثير ذلك على حرية المستخدمين وحقوقهم في الخصوصية.

قانون الأسواق الرقمية الأوروبي يضع "أبل" أمام تحدي التوافق مع تقنيات الشركات الأخرى

في سياق النزاع المتجدد بين شركتي "أبل" و"ميتا" حول خصوصية البيانات، تبرز أيضًا التحديات التي تفرضها قوانين الاتحاد الأوروبي بشأن التوافق بين التقنيات, وبموجب قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، لا يُسمح للشركات المشغّلة للمنصات الرقمية بالحصول على امتيازات خاصة تميزها عن منافسيها.

ووفقًا للمفوضية الأوروبية، يتعين على "أبل" تعديل أجهزتها لتصبح متوافقة مع التكنولوجيا التي تنتجها الشركات الأخرى، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الشركة التي طالما اعتمدت على أنظمتها البيئية المغلقة.

إجراءات المفوضية الأوروبية ضد "أبل"

في إطار هذا القانون، تطالب المفوضية الأوروبية شركة "أبل" بتوضيح مراحل ومواعيد تقييم طلبات التشغيل البيني من مطوري التطبيقات, كما يتعين على الشركة تزويد المطورين بتحديثات منتظمة، وتقديم تعليقات حول فاعلية الحلول التقنية المقترحة, وتستهدف هذه الإجراءات ضمان أن الأنظمة المختلفة يمكن أن تعمل معًا بكفاءة، مما يضمن حرية المنافسة ويمنع احتكار البيانات.

من المتوقع أن تصدر المفوضية الأوروبية قرارًا حاسمًا بحلول مارس المقبل حول ما إذا كانت "أبل" تلتزم بشروط قابلية التشغيل البيني التي تنص عليها اللوائح الجديدة.

أبل وميتا في صراع جديد وسط غرامة ضخمة على ميتا بسبب اختراق بيانات المستخدمين

تتجدد المواجهة بين عمالقة التكنولوجيا "أبل" و"ميتا"، حيث تأتي المعركة الأخيرة في وقت حساس، بعدما قررت هيئة حماية البيانات الإيرلندية فرض غرامة ضخمة على شركة "ميتا" تصل إلى 251 مليون يورو، وذلك على خلفية اختراق واسع لبيانات نحو 29 مليون مستخدم حول العالم في عام 2018.

تعتبر هذه الغرامة جزءًا من سلسلة من الإجراءات القانونية التي تواجهها "ميتا"، في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف العالمية بشأن حماية البيانات وخصوصية المستخدمين, وكانت الهيئة الإيرلندية قد اكتشفت أن "ميتا" فشلت في ضمان أمان البيانات الشخصية للمستخدمين، مما أسفر عن اختراقات كبيرة أدت إلى تسريب معلومات حساسة.

 صراع جديد بين أمريكا والصين بسبب قرار حظر "تيك توك"

تجددت المخاوف بشأن مستقبل تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، بعد أن أقر الكونغرس مشروع قانون قد يهدد استمراره في العمل داخل البلاد, ورغم أن الصراع بين التطبيق والحكومة الأميركية ليس جديدًا، إلا أن هذا التطور يعيد الأضواء على التحديات التي يواجهها التطبيق.

تعود جذور الصراع إلى عام 2019، عندما شهد "تيك توك" طفرة هائلة في نموه، بالتزامن مع ارتفاع عدد ساعات الاستخدام بين المراهقين في الولايات المتحدة. ومنذ استحواذ "تيك توك" على تطبيق "Musical.ly" في 2018 مقابل مليار دولار، توسع عدد مستخدميه في الولايات المتحدة ليصل إلى أكثر من 170 مليون شخص، يقضون في المتوسط 80 دقيقة يومياً على التطبيق.

ويعزى جزء من الصراع إلى الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث ينظر إلى "تيك توك" باعتباره جزءًا من تلك الصراعات الجيوسياسية، مما يعزز فرضيات وجود رابط بين الهجوم على التطبيق والصراع الأوسع بين بكين وواشنطن.

أكبر مبتكري التكنولوجيا في أمريكا يعيدون اختراع أنفسهم على طريقة "تيك توك"

تعيد كبرى شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة اختراع نفسها مستلهمةً من نموذج "تيك توك"، حيث لا يقتصر الأمر على تطوير مقاطع فيديو قصيرة مقلدة مثل "Reels" من "ميتا" و"YouTube Shorts"، بل يتجهون أيضاً لاستبدال شبكات الأصدقاء والعائلة بخلاصات من الغرباء الذين يسعون وراء الشهرة الفيروسية، وهو ما قد يغير شكل الإنترنت في المستقبل القريب، حسب تقرير "واشنطن بوست".

اقرأ أيضا