الشرق الأوسط في عهد إدارة بايدن.. ماذا حدث خلال الأربع سنوات؟

الاربعاء 15 يناير 2025 | 09:34 صباحاً
بايدن
بايدن
كتب : محمد عبدالحليم:

منذ بداية عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة تعريف دورها في الشرق الأوسط، مع التركيز على تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي بدلًا من محاولة تغيير حكومات أو مجتمعات المنطقة.

هذه الرؤية، التي تم تنفيذها عبر سلسلة من المبادرات الدبلوماسية والعسكرية، جاءت كرد فعل على إرث سياسات سابقة اعتُبرت في بعض الأحيان مثيرة للجدل.

ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة، خاصة هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس، أعادت تشكيل أولويات السياسة الأمريكية في المنطقة.

رؤية بايدن للشرق الأوسط

كان الهدف الرئيسي لإدارة بايدن في الشرق الأوسط هو تحويل العلاقات بين الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، وتعزيز التكامل الإقليمي.

ووفقًا لهذه الرؤية، فإن منطقة أكثر تكاملًا ستكون أكثر استقرارًا وأمانًا، وقادرة على مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والأوبئة والاحتياجات الاقتصادية والطاقة.

كما أن التكامل الإقليمي يُضعف فرص هيمنة أي دولة على جيرانها أو تدخل قوى خارجية في شؤون المنطقة.

مبادرات دبلوماسية وعسكرية

تحركت الإدارة الأمريكية بسرعة لتحقيق هذه الرؤية. فعلى الصعيد الدبلوماسي، تم تعميق وتوسيع اتفاقيات "إبراهيم" التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.

كما تم تشكيل تحالفات جديدة مثل "I2U2"، الذي يضم الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، لمواجهة التحديات المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن ممر اقتصادي طموح يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

عسكريًا، عملت الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة لتحقيق هدنة في اليمن، وقادت تحالفًا دوليًا لمكافحة تنظيم "داعش" يضم 87 دولة.

كما شددت واشنطن على ضرورة عودة إيران إلى الامتثال الكامل لاتفاقها النووي، مع الحفاظ على نظام عقوبات قوي ضد طهران.

هجوم 7 أكتوبر وتداعياته

في 7 أكتوبر 2023، شهدت المنطقة منعطفًا خطيرًا عندما شنت حركة حماس هجومًا على إسرائيل، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص، بينهم مدنيون من أكثر من 30 دولة، وأسر أكثر من 250 رهينة.

جاء الهجوم في توقيت بالغ الحساسية، حيث كانت إسرائيل على وشك تحقيق تطبيع علاقاتها مع السعودية، مما كان سيشكل تهديدًا وجوديًا لحركة حماس.

ردًا على الهجوم، أكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة الثابت بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع العمل على منع تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.

تم نشر مجموعات حاملة طائرات وطائرات مقاتلة وغواصات صاروخية وقوات أمريكية في المنطقة، كما تعهد بايدن ببذل جهود حثيثة للإفراج عن الرهائن.

إنجازات وتحديات مستمرة

بعد أكثر من 15 شهرًا من الهجوم، تم تدمير قدرات حماس العسكرية والحوكمية، وقتل مخططو الهجوم. 

كما تراجعت إيران عن مواقفها العدوانية، حيث فشلت هجماتها الصاروخية على إسرائيل بفضل تحالف إقليمي تقوده الولايات المتحدة، كما تراجع "حزب الله"، الوكيل الإيراني الأقوى في لبنان، بعد تدمير بنيته التحتية.

اقرأ أيضا