أثارت شائعات متداولة خلال الأيام الماضية حول فتح باب تصدير الأرز حالة من الذعر في الأسواق، حيث اتجه بعض التجار إلى تخزين الأرز فيما اتجه البعض الأخر لرفع أسعاره بشكل مبالغ فيه، وهو ما تسبب في حالة من القلق بين المستهلكين.
فعلى الرغم من أن الإنتاج المحلي من الأرز يفوق الاحتياجات المحلية، فقد تفاجأ المواطنون بارتفاع أسعار الأرز بشكل يومي، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيادات المستمرة في السعر.
وفي هذا الصدد يوكد رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، في تصريحات لصحيفة "بلدنا اليوم" أن الارتفاع الأخير في أسعار الأرز وتحديداً منذ 10 أيام يعود بشكل أساسي إلى عاملين رئيسيين، الأول وهو انتشار شائعات غير صحيحة حول نية الحكومة فتح باب التصدير للخارج مشيراً أن هذا الأمر حسب وصفه "بدعة" ولن يحدث، والسبب الثاني فهو زيادة الطلب الموسمية استعداداً لشهر رمضان المبارك، حيث يقوم بعض المواطنون بتخزين كميات كبيرة من الأرز وغيره من السلع الغذائية، اضافة لقيام البعض بتجهيز ما تسمى بـ "شنط شهر رمضان"
وأضاف رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، أنه يطالب المواطنين بعدم السير وراء الشائعات، وأنه في حالة ارتفاع أسعار أي سلعة على المواطنين التوقف عن شرائها، وبعد فترة سيقوم التاجر بضبط السعر، ولا يستغل رغبة المواطنين في الشراء، فسعر الأرز مرتبط بالعرض والطلب.
ننتج 4.2 ونستهلك 3.6 مليون طن من الأرز
وأشار إلى أن مصر لا تعاني من أزمة أرز، فلدينا اكتفاء ذاتي، وفائض، موضحًا أن إنتاج مصر من أرز الشعير في العام يصل إلى 6.5 ملايين طن، وأن هذه الكمية يخرج منها أرز أبيض صافي من 4 ملايين طن إلى 4.2 مليون طن، وأن استهلاك المصريين في العام يقدر بنسبة 3.6 ملايين طن، فهناك فائض كبير يصل إلى نصف مليون طن وأكثر.
مؤكداً أن مصر لا تعاني من أزمة أرز وأن على المواطنين معرفة ذلك، وعلى التجار التوقف عن الجشع والاستغلال، مشيراً أن أسعار الأرز خلال الأسبوع الحالي سوف تشهد انخفاضات تقدر 500 جنيه في الطن، وأن الفترة المقبلة سوف تشهد استقرار في أسعار الأرز.
وأشار شحاته أن آخر زيادة ملحوظة في أسعار الأرز كانت في منتصف شهر ديسمبر الماضي. حيث ارتفع سعر الأرز الشعير رفيع الحبة من 14 ألف جنيه للطن إلى 17 ألف جنيه، في حين ارتفع سعر الأرز الشعير العريض الحبة من 16 ألف جنيه إلى 18 ألف جنيه للطن."
زيادة الطلب مع قرب شهر رمضان
من جانبه أكد حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، أن التقلبات التي شهدتها أسعار الأرز خلال الفترة الماضية ترجع بشكل أساسي إلى زيادة الطلب على الأرز، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، بالإضافة إلى الشائعات حول فتح باب التصدير للخارج والتي أثرت على السوق. وأشار المنوفي إلى أن الأسعار بدأت تستقر تدريجياً في الفترة الأخيرة.
أضاف المنوفي أن شائعة تصدير الأرز أدت إلى تغير سلوك الفلاحين والتجار فأصبحوا يمتنعون عن بيع إنتاجهم من الأرز، معتقدين في ارتفاع الأسعار مستقبلاً، مما أدى إلى نقص المعروض في الأسواق. من جهة أخرى، استغل بعض التجار هذه الشائعة لرفع أسعار الأرز، مما أدى إلى تفاوت الأسعار بين المناطق وبالتالي تضرر المستهلك.
وأشار أن مصر خلال العام الماضي تمكنت من تلبية احتياجاتها من الأرز دون أي أزمات، ولم تلجأ إلى استيراد كميات كبيرة من الأرز الأبيض. ومع ذلك، نؤكد أنه في حال صدور قرار بفتح باب التصدير هذا العامـ فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
وتتركز زراعة الأرز في مصر بشكل رئيسي في محافظات الدلتا والوجه البحري، حيث يبدأ موسم الزراعة في شهر مايو وينتهي موسم الحصاد في الفترة ما بين منتصف أغسطس وأكتوبر من كل عام.