يعيش المصور الصحفي الفلسطيني فادي الوحيدي حالة إنسانية صعبة في غزة، حيث تزداد حالته الصحية سوءًا نتيجة الحصار المشدد الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي. هذا الحصار يحول دون توفير الأدوية اللازمة وإجلائه لتلقي العلاج الطبي المناسب خارج القطاع، وفقًا لتقرير الجارديان
استهداف مباشر للصحفيين في غزة
في التاسع من أكتوبر، كان فريق من صحفيي قناة الجزيرة يوثقون معاناة الفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، بعد الهجوم الثالث الذي شنه الجيش الإسرائيلي على المنطقة، والذي حولها إلى أنقاض.
بين الفريق كان فادي الوحيدي، البالغ من العمر 25 عامًا، والذي بدأ بتوثيق المشاهد المؤلمة. لكن أثناء التصوير، تعرض الفريق لإطلاق رصاص بشكل مفاجئ. قال الوحيدي من سريره في مستشفى الهلال بغزة: "لم ندرك حينها أن القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدًا. وفجأة، بدأ إطلاق الرصاص".
عندما حاول الفريق الاحتماء، لاحقتهم طائرة مسيّرة تابعة لإسرائيل، وأطلقت الرصاص عليهم بدقة. أُصيب الوحيدي برصاصة في رقبته، وسقط على الأرض مرتديًا سترته الصحفية الزرقاء، بينما عجز زملاؤه عن الوصول إليه بسبب استمرار القصف.
معاناة القطاع الصحي في ظل الحصار الإسرائيلي
رغم قرب الوحيدي من مستشفى العودة في جباليا، إلا أن الحصار الإسرائيلي حال دون وصوله إليها، مما اضطر زملاءه إلى نقله إلى مستشفى آخر باستخدام سيارة البث الإذاعي، حيث لم تتوفر سيارات إسعاف.
أصيب الوحيدي بجروح خطيرة تسببت في أضرار بالغة في فقراته والحبل الشوكي، ما أدى إلى مشكلات جسدية وتنفسية حادة. الأطباء تمكنوا فقط من وقف النزيف، بينما أكدوا أن إصاباته تتطلب علاجًا متخصصًا غير متاح في غزة.
مطالب دولية تواجه التجاهل الإسرائيلي
منذ أكتوبر، طالبت المستشفيات والمؤسسات الصحفية، بما في ذلك "مراسلون بلا حدود"، بالسماح بإجلاء الوحيدي وصحفيين آخرين لتلقي العلاج خارج غزة. كما دعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مؤكدة أن منع الإجلاء الطبي يمثل "استهدافًا ممنهجًا للصحفيين الفلسطينيين".
تدهور خطير لحالة الوحيدي
على مدار ثلاثة أشهر، تدهورت حالة الوحيدي بشكل كبير. يعاني من شلل تام ومضاعفات أخرى، بما في ذلك انخفاض حاد في ضغط الدم قد يؤدي إلى سكتة قلبية مفاجئة.
الدكتور مصعب ناصر، رئيس منظمة طبية غير ربحية في الولايات المتحدة، قال: "رغم جميع الجهود لإجلاء الوحيدي، تواصل إسرائيل منع إصدار التصاريح اللازمة، مما يضع حياته في خطر داهم".
صرخة أمٍّ تفيض ألمًا
تجلس هبة الوحيدي بجوار سرير ابنها، وتقول وهي تذرف الدموع: "فادي هو ابني البكر وأحن أبنائي. رغم المخاطر كان دائمًا يسأل عنا ليطمئن علينا. الآن أراه يذوي أمام عينيّ ولا أستطيع إنقاذه".
من جانبه، قال الوحيدي: "أنا عالق في هذا السرير منذ ثلاثة أشهر، لا أستطيع الحركة أو حتى رؤية الشمس والسماء. كل ما أتمناه هو فرصة للحياة".
نداء عاجل لإنقاذ حياة فادي الوحيدي
يبقى فادي الوحيدي، مثل عشرات الصحفيين الفلسطينيين، ضحية الانتهاكات المتواصلة لإسرائيل. إن الاستمرار في حرمانه من العلاج يعكس جانبًا آخر من التجاوزات المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مما يستدعي تدخلاً دوليًا فوريًا لإنقاذ حياته.