بدأ الرئيس اللبناني جوزاف عون، مشاورات نيابية ملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد. تركزت الترشحيات بين شخصيتين بارزتين: نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة الحالي، ونواف سلام، القاضي في محكمة العدل الدولية، وسط ترقب محلي ودولي لما ستسفر عنه هذه الجولة.
الاستشارات النيابية: خطى دستورية بلا مهلة محددة
وحسب ما نقلته (CNN) عربية، أطلق الرئيس جوزاف عون عملية الاستشارات النيابية، التي يجريها مع النواب بشكل فردي أو ككتل نيابية، بهدف اختيار مرشح يحظى بالأغلبية لتشكيل الحكومة. وبموجب الدستور اللبناني، ينتمي رئيس الحكومة إلى الطائفة السنية، فيما يترأس الشيعة مجلس النواب والمسيحيون الموارنة الجمهورية.
وحصل نواف سلام على 12 صوتًا في الجولة الأولى، مقابل 8 أصوات لنجيب ميقاتي، بينما امتنع بعض النواب عن التسمية. يشار إلى أن الرئيس مخول بتكليف المرشح الذي يحصد أكبر عدد من الأصوات، حتى في حال عدم تحقيق أغلبية مطلقة.
ينقل لكم موقع بلدنا اليوم نبذة تعريفية عن المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية:
نجيب ميقاتي: سياسي واقتصادي بثلاث ولايات سابقة
تقلد ميقاتي، البالغ من العمر 69 عامًا، رئاسة الحكومة ثلاث مرات، كانت آخرها في 2021 وسط أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ لبنان. وُلد في طرابلس، وتلقى تعليمه في الاقتصاد وإدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأكمل دراساته العليا في فرنسا والولايات المتحدة.
بدأ ميقاتي حياته المهنية في تأسيس شركة "إنفستكوم" للاتصالات، التي أصبحت من أكبر الشركات في الأسواق الناشئة، قبل بيعها في صفقة بقيمة 5.5 مليار دولار.
سياسيًا، تولى ميقاتي حقيبة الأشغال العامة والنقل عام 1998، ثم رئاسة الحكومة للمرة الأولى في 2005 خلال فترة حساسة أعقبت اغتيال رفيق الحريري،حيث أشرفت حكومته على انتخابات برلمانية وانسحاب الجيش السوري من لبنان.
وفي 2011، عاد ميقاتي لرئاسة الحكومة الثانية، متبنيًا سياسة "النأي بالنفس" عن الأزمة السورية. أما حكومته الثالثة، فجاءت خلال أزمة اقتصادية خانقة، حيث قاد مفاوضات مع صندوق النقد الدولي ودول داعمة لتأمين الدعم المالي للبنان.
نواف سلام: رجل القانون والدبلوماسية الدولية
يعد نواف سلام، القاضي في محكمة العدل الدولية، الأوفر حظًا لتولي رئاسة الحكومة بحسب نتائج الجولة الأولى. ولد في بيروت عام 1953، وحصل على دكتوراه في العلوم السياسية من باريس وماجستير في القانون من جامعة هارفارد.
بدأ سلام حياته المهنية كمحامٍ وأستاذ للتاريخ المعاصر في جامعة السوربون، وتقلد مناصب أكاديمية بارزة في الجامعة الأمريكية في بيروت. سياسيًا، مثل لبنان في الأمم المتحدة كسفير بين عامي 2007 و2017، وانتُخب نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2013.
و في 2024، أصبح رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، ليكون ثالث عربي يشغل هذا المنصب. يتميز سلام بخبرته القانونية والدبلوماسية، ما يجعله مرشحًا قويًا لتشكيل حكومة تواجه التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة.
ترقب محلي ودولي
يترقب اللبنانيون والمجتمع الدولي نتائج المشاورات النيابية التي ستحدد مسار الحكومة المقبلة، وذلك وسط انقسام سياسي حاد، والتي ستكون أمام تحديات كبيرة، منها الأزمة الاقتصادية، والإصلاحات المطلوبة للحصول على دعم دولي.