سيطرة متبادلة على ود مدني.. الجيش يستعيد المدينة بدعم "درع السودان" ومحللون يقرأون المشهد

الاثنين 13 يناير 2025 | 02:46 مساءً
ارشيفيه
ارشيفيه
كتب : بسنت شعراوي

استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني الاستراتيجية بولاية الجزيرة، بعد انسحاب قوات "الدعم السريع"، في سيناريو يعكس تبادل السيطرة على المدينة للمرة الثانية خلال عام واحد. وتقدمت قوات الجيش، بقيادة فصيل "درع السودان"، إلى المدينة يوم 11 يناير 2025، في عملية عسكرية شهدت انسحابًا سريعًا لـ"الدعم السريع"، دون مقاومة تذكر.

هجوم عسكري متعدد المحاور

وحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط"، شن الجيش السوداني، بالتعاون مع حركات مسلحة حليفة، هجومًا واسع النطاق على ود مدني، مستخدمًا محاور متعددة شملت "ميجر 5" و"الخياري" من الشرق، ومحوري "المناقل" و"ود الحداد" من الجنوب والغرب. وحققت القوات المتقدمة انتصارات تكتيكية، متجاوزة التجمعات العسكرية لـ"الدعم السريع" في البلدات والقرى المحيطة، ما أدى إلى انسحاب الأخيرة نحو الشمال.

"تحرير ود مدني" بقيادة درع السودان

قاد فصيل "درع السودان"، بقيادة أبو عاقلة كيكل، العملية التي أفضت إلى دخول الجيش المدينة بسهولة، بحسب شهود عيان. وأعلن كيكل "تحرير" ود مدني، بعد أن عبرت القوات جسر "حنتوب" دون مقاومة تذكر.

 السيناريو أعاد للأذهان أحداث العام الماضي، عندما سيطرت "الدعم السريع" على المدينة بالطريقة ذاتها، بعد انسحاب الجيش دون قتال.

تحولات تكتيكية في ولاءات القادة

شكل أبو عاقلة كيكل، القائد السابق في "الدعم السريع"، نقطة تحول رئيسية في المشهد. فبعد قيادته لسيطرة "الدعم السريع" على ود مدني في ديسمبر 2023، عاد ليقود قوات "درع السودان" المتحالفة مع الجيش لاستعادة المدينة. تأسست "درع السودان" في عام 2022 لموازنة نفوذ الحركات المسلحة بغرب السودان، قبل أن ينحاز كيكل لفترة وجيزة إلى "الدعم السريع"، ثم يعود مرة أخرى لدعم الجيش.

تكرار السيناريو والرسائل السياسية

شبه محللون الأحداث بسيناريوهات متكررة تظهر تبادل السيطرة بين الجيش و"الدعم السريع". وأوضح المحلل السياسي محمد لطيف أن تطابق السيناريوهات يعكس تعقيد المشهد السوداني.

 واستبعد لطيف إمكانية التوصل لتسوية سياسية في ظل تعهد قائد "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بمواصلة القتال، رغم الانتصار الكبير الذي حققه الجيش.

استراتيجية الجيش ومستقبل الصراع

اعتبر المحللون أن استعادة ود مدني تعد أكبر إنجاز عسكري للجيش منذ اندلاع الحرب، ما يعزز موقفه التفاوضي ويعيد التوازن للقوى المتصارعة. ويأتي هذا التطور وسط توقعات بتصعيد المعارك، مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري في البلاد.

اقرأ أيضا