مع عودة المفاوضات حول برنامج إيران النووي قبل انتهاء ولاية جو بايدن تجري اليوم, الإثنين محادثات في جنيف حول برنامج إيران النووي بين حكومة طهران من جهة، وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة من جهة أخرى، قبل أسبوع من عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل, وتجرى هذه المحادثات بعد قرابة 50 يوماً على مفاوضات تمت بشكل غير معلن بين إيران وممثلين عن الدول الأوروبية الثلاث في جنيف، في وقت يبدي الغرب مخاوف حيال تقدم برنامج إيران النووي.
مستوى تقدم تخصيب اليورانيوم مشكلة بالغة
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية, في تصريحات لها, إن اجتماع اليوم الاثنين هو “مؤشر إلى أن "دول الترويكا الأوروبية" تواصل العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني الذي يطرح مستوى تقدمه في تخصيب اليورانيوم مشكلة بالغة”.
كما أوضحت وزارة الخارجية الألمانية, أن “هذه ليست مفاوضات”، فيما ذكرت إيران أنها مجرد “مشاورات”. وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس" الإخبارية.
إيران تخصب اليورانيوم عند مستوى 60 %
بدأت التطورات في الملف النووي عندما شرعت إيران مطلع ديسمبر الماضي في تغذية أجهزة "طرد مركزي" جديدة في موقع "فوردو"، والذي من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60 %، وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ليعقب ذلك قيام دول الترويكا الأوروربية "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة" بإرسال رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بتاريخ 6 ديسمبر، تعرب فيها عن “قلقها” الكبير وتحض إيران على “وقف تصعيدها النووي على الفور”.
وجدير بالذكر أن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران عام 2015 مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا والولايات المتحدة ينص على فرض رقابة دولية على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، مع وجود آلية تسمح بإعادة فرض العقوبات, مما دعى الدول الثلاث الى مناقشة احتمال تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على إيران “لمنعها من امتلاك السلاح النووي”.
وتنتهي في تشرين الأول/أكتوبر 2025 مفاعيل القرار 2231 الذي يعنى بتطبيق اتفاق 2015، بعد عشر سنوات على دخول الإتفاق حيز التنفيذ.
إيران تؤكد حقها في امتلاك برنامج نووي
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تخصب اليورانيوم المشع بنسبة 60 % بدون أن تمتلك سلاحاً ذرياً. وببلوغها عتبة التخصيب عند مستوى 60 % يجعلها ذلك تقترب الى حد كبير من نسبة 90 % اللازمة لصنع سلاح نووي. وتؤكد إيران حقها في امتلاك برنامج نووي لأهداف مدنية ولا سيما توليد الطاقة، نافية السعي لحيازة قنبلة ذرية، وهو ما تشكك فيه الدول الغربية.
محاولات إيرانية لإحياء الإتفاق النووي لتخفيف العقوبات
تجري المحادثات الآن في فترة حرجة لإيران، مع ضعف نفوذها في المنطقة وخاصة في سوريا ولبنان وبعد تعرض حزب الله اللبناني الموالي لها لضربات قاسية بعد أكثر من عام من العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والذي كان يشكل ركيزة دعم في “محور المقاومة” الذي تقوده ايران في المنطقة, بالإضافة إلى عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض بعد تنصيبه في 20 يناير المقبل، والذي اعتاد ممارسة “ضغوط قصوى” على إيران.
وبشأن "التوترات" حول برنامج إيران النووي فقد تصاعدت عقب انسحاب ترامب بصورة أحادية من الاتفاق النووي الإيراني أثناء فترة ولايته عام 2018, وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران أضرت باقتصادها, ورداً على ذلك كثفت الجمهورية الإسلامية نشاطاتها النووية وتخلت تدريجياً عن التزاماتها بموجب الاتفاق.
بينما يسعى الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان" منذ تولي مهامه في أغسطس الماضي عن رغبته في إجراء مفاوضات جديدة لإحياء الإتفاق النووي من جديد لتخفيف العقوبات على بلاده وإنعاش اقتصادها.