البرلمان المصري.. تاريخ ممتد ونضال مستمر نحو الديمقراطية منذ 101 عام

الاحد 12 يناير 2025 | 05:03 مساءً
البرلمان
البرلمان
كتب : بسنت شعراوي

شهدت مصر أول انتخابات برلمانية حقيقية عام 1924، ما شكل نقطة تحول في تاريخها السياسي. جاءت الانتخابات استجابةً لدستور 1923 الذي رسخ مبدأ الفصل بين السلطات، وأسس نظامًا برلمانيًا يضم مجلس النواب ومجلس الشيوخ، مع تعزيز دور الشعب في اختيار ممثليه بحرية.

محطات بارزة في تطور البرلمان المصري

تطور البرلمان المصري عبر مراحل زمنية مختلفة، بدءًا من 1847 حين أسس محمد علي باشا "المجلس العالي" كأول هيئة استشارية. في 1866، أطلق الخديوي إسماعيل مجلس شورى النواب، الذي مثل أول محاولة لمنح الشعب صوتًا محدودًا في إدارة الدولة.

واصلت التجربة البرلمانية تطورها مع إنشاء مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية عام 1883 خلال الاحتلال البريطاني، وصولًا إلى إصدار دستور 1923، الذي مثل نقلة نوعية في الحياة السياسية المصرية.

1924.. انطلاق أول انتخابات برلمانية حرة

أجريت أول انتخابات برلمانية في يناير 1924، وأسفرت عن فوز حزب الوفد بقيادة سعد زغلول بالأغلبية الساحقة. شكّلت هذه الانتخابات بداية لعهد ديمقراطي جديد، حيث أصبح الشعب المصري صاحب الكلمة في تشكيل حكومته ومحاسبتها.

ساهم البرلمان آنذاك في مناقشة قضايا وطنية مهمة، مثل الاستقلال عن الاحتلال البريطاني وتطوير البنية التشريعية للبلاد.

رؤساء البرلمان في مصر: قيادات تاريخية

قاد البرلمان المصري شخصيات بارزة تركت بصماتها في تاريخ مصر، ومن أبرزهم:

عبد الخالق ثروت باشا: أول رئيس للمجلس النيابي في 1924.

سعد زغلول: قائد الأغلبية البرلمانية ورمز النضال الوطني.

أحمد فتحي سرور: أحد أطول الرؤساء بقاءً في المنصب من 1990 إلى 2011.

حنفي جبالي: الرئيس الحالي لمجلس النواب منذ 2021.

تحديات ومسارات جديدة للبرلمان

واجه البرلمان المصري فترات صعود وهبوط. بعد ثورة يوليو 1952، حُلّ البرلمان وأُلغيت الأحزاب. ومع دستور 1971، تأسس مجلس الشعب الذي استمر حتى إقرار دستور 2014، الذي أعاد تنظيم العمل التشريعي تحت مسمى "مجلس النواب".

شهد البرلمان تحولات جوهرية في أداء دوره التشريعي والرقابي، ما عزز من مكانته كركيزة أساسية للنظام الديمقراطي في مصر.

أهمية ذكرى 1924 في تاريخ مصر السياسي

ترتبط انتخابات 1924 بذكرى نضال الشعب المصري من أجل الاستقلال والديمقراطية. كانت هذه الانتخابات تجسيدًا لإرادة المصريين في بناء دولة حديثة تقوم على سيادة القانون ومشاركة شعبية حقيقية.

يذكر أن بعض الصحف الأجنبية تناولت حدث الانتخابات البرلمانية المصرية لعام 1924. على سبيل المثال، أشارت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" في عددها الصادر بتاريخ 13 يناير 1924 إلى الانتخابات المصرية، مسلطة الضوء على فوز حزب الوفد بقيادة سعد زغلول بأغلبية المقاعد في البرلمان.

كما اهتمت الصحف البريطانية بتغطية هذا الحدث، حيث نشرت صحيفة "ذا تايمز" اللندنية تقارير عن الانتخابات المصرية، مشيرة إلى أنها تمثل خطوة نحو تحقيق الاستقلال الذاتي وتطوير الحياة السياسية في مصر.

بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الوثائق البريطانية الرسمية مراسلات وتقارير حول الانتخابات المصرية لعام 1924، حيث اهتمت الحكومة البريطانية بمتابعة التطورات السياسية في مصر وتأثيرها على العلاقات الثنائية بين البلدين.

تعد هذه الانتخابات نقطة تحول في التاريخ السياسي المصري، حيث شهدت مشاركة واسعة وأسفرت عن تشكيل أول برلمان منتخب بعد صدور دستور 1923.

اقرأ أيضا