أظهرت محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي جرت يوم الخميس، أن الوسطاء الأمريكيين والعرب حققوا بعض التقدم في جهودهم للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و«حركة حماس»، إلا أن هذا التقدم لم يكن كافياً للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال مسعفون فلسطينيون إنه بينما كانت المحادثات مستمرة في قطر، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً.
كما أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع حصيلة القتلى في الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى 70.
وتبذل قطر والولايات المتحدة ومصر جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في النزاع المستمر منذ 15 شهراً، وكذلك للإفراج عن الرهائن المحتجزين من قبل «حماس»، في محاولة للوصول إلى اتفاق قبل مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه.
وفي نفس السياق، حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من عواقب خطيرة إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير الجاري.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب من جهود الوساطة، يوم الخميس، إن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا يعني أن المحادثات لا تسير قدماً، مشيراً إلى أن هذه هي المحاولة الأكثر جدية.
وأضاف في تصريحات لوكالة «رويترز»: "تتم المناقشات بشكل مكثف، حيث يتفاوض الوسطاء حول كل كلمة وكل تفصيل هناك تقدم في تقليص الفجوات السابقة، لكن لا يوجد اتفاق حتى الآن."
ومن جهة أخرى أكدت إسرائيل، يوم الثلاثاء، أنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن من غزة، لكنها تواجه صعوبات بسبب «حماس». وعلى مدار عام، ظل الجانبان في مأزق بشأن قضيتين رئيسيتين: إذ تشترط «حماس» للإفراج عن الرهائن، أن توافق إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة، بينما تؤكد إسرائيل أنها لن تنهي الحرب إلا بعد القضاء على «حماس» وإعادة جميع الرهائن.
ووفقاً لتقارير الصحية الفلسطينية، أسفرت الغارات الإسرائيلية يوم الخميس عن مقتل ثمانية فلسطينيين في منزل بمدينة جباليا، أحد أكبر مخيمات اللاجئين في غزة، بينما لقي تسعة آخرون حتفهم في غارتين جويتين على منزلين في وسط القطاع.
من جانب آخر، صعد البابا فرنسيس من انتقاداته للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفاً الوضع الإنساني في القطاع بأنه «خطير ومخز».
وقال في كلمته التي ألقاها أحد مساعديه: "لا يمكننا قبول تجمد الأطفال حتى الموت بسبب تدمير المستشفيات أو قصف شبكات الطاقة." وكانت هذه الكلمة جزءاً من رسالته السنوية التي ألقاها على أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الفاتيكان.
و أفادت التقارير الفلسطينية أن أكثر من 46 ألف فلسطيني قتلوا خلال الحرب في غزة، وأن العديد من المناطق في القطاع تحولت إلى أنقاض.
كما يعاني غالبية السكان، البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة من نزوح متكرر ونقص حاد في الغذاء والدواء.