وفقًا لتقرير خاص بصحيفة "الغارديان" البريطانية، دعا قائد القوات الكردية التي تسيطر على شمال شرق سوريا، الجنرال مظلوم عبدي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، محذرًا من أن سحب القوات الأمريكية قد يؤدي إلى عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى الساحة.
داعش يعزز قوته
وقال عبدي، القائد العام لـ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن داعش قد عزز قوته في الصحراء بعد استيلائه على أسلحة من النظام السوري المنهار، في وقت تشهد فيه القوات الكردية ضغطًا متزايدًا من تركيا وميليشياتها السورية. وأضاف أن الاستقرار في هذه المنطقة يعتمد بشكل أساسي على الوجود الأمريكي، محذرًا من أن انسحاب القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي قد يسهم في "عودة ظهور" العديد من الفصائل المتطرفة، بما في ذلك داعش.
عناصر داعش كانوا يخططون للهجوم
وأشار عبدي إلى أن عناصر داعش كانوا يخططون للهجوم على مراكز احتجاز السجناء بهدف استغلال الوضع الذي تعاني فيه القوات الكردية من ضغوط مستمرة على جبهات متعددة، بما في ذلك مواجهة تركيا وميليشياتها السورية. وأوضح أن الرئيس الأمريكي المنتخب قد يدرك المخاطر المترتبة على الانسحاب، خصوصًا بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في الولايات المتحدة، والتي تؤكد زيادة تهديدات الإرهاب.
منذ عام 2014، لعبت قسد دورًا محوريًا في العمليات البرية ضد داعش، حيث دعمت الولايات المتحدة وحلفاءها في تحجيم التنظيم في شمال شرق سوريا. ومع مرور الوقت، تم احتجاز عشرات الآلاف من مقاتلي داعش السابقين وأنصارهم في السجون والمخيمات، بمن فيهم شاميمة بيجوم، التي تم تجريدها من جنسيتها البريطانية في 2019.
وقد أصبح الوضع الإقليمي أكثر تعقيدًا منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، مما منح داعش فرصة لإعادة ترتيب صفوفه وزيادة النشاطات الإرهابية، في الوقت الذي قامت فيه تركيا بشن هجمات ضد قسد. كما أكد عبدي أن أي انسحاب للقوات الأمريكية سيؤدي إلى حالة من الفوضى، مما قد يهدد استقرار المنطقة ويفتح الباب أمام حرب أهلية جديدة، حيث تهدد العديد من الفصائل الكردية.
لطالما كانت تركيا معارضة لاستقلال الأكراد، مؤكدة أن بعض الوحدات الكردية في سوريا، مثل وحدات حماية الشعب (YPG)، لها صلات بحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور في تركيا. وفي خطوة تصعيدية، هدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بشن عملية عسكرية ضد الأكراد السوريين إذا لم يستجيبوا لمطالب أنقرة.
توقع البعض أن يكون عدد القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا حوالي 900 جندي، ولكن البنتاغون أعلن مؤخرًا أن العدد يبلغ 2000 جندي. وكان ترامب قد أعلن في عام 2019 عن نيته سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، ما أدى إلى هجوم تركي ضد الأكراد، لكنه عاد عن قراره لاحقًا. ومع عودة ترامب إلى السلطة، تتزايد التكهنات حول إمكانية اتخاذه قرارًا بسحب القوات الأمريكية مجددًا، ما دفع عبدي إلى الدعوة لدعم أوروبي مستمر.