يحتفل اليوم الإثنين، السادس من يناير، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمرور 79 عامًا على ميلاده, ولد الإمام الطيب في 6 يناير 1946 في قرية القرنة التابعة لمحافظة الأقصر، ليصبح لاحقاً واحداً من أبرز الشخصيات الدينية في العالم الإسلامي، ويلقب بـ "إمام السلام" و"أبو الوافدين".
في هذا التقرير، نسلط الضوء على مسيرته العلمية والدينية والإنسانية بمناسبة عيد ميلاده.
النشأة والتعليم
ولد الشيخ أحمد الطيب في قرية "القرنة" التابعة لمحافظة الأقصر في 6 يناير 1946، في أسرة صوفية عريقة وذات جذور دينية عميقة, حيث حفظ القرآن الكريم في صغره وقرأ المتون العلمية على الطريقة الأزهرية الأصيلة, ثم التحق بمعهد إسنا ثم معهد قنا الديني, ثم التحق بالجامعة الأزهرية، حيث حصل على شهادة الليسانس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون في عام 1969, بعد ذلك، واصل دراسته العليا ليحصل على درجة الماجستير في الفقه الإسلامي من نفس الكلية عام 1971، ثم حصل على الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الأزهر عام 1977.
المسيرة العلمية
تدرج الشيخ أحمد الطيب في المناصب الأكاديمية بجامعة الأزهر، حيث أصبح أستاذاً في الفقه المقارن والشريعة الإسلامية, شغل عدة مناصب أكاديمية في الأزهر، مما أكسبه سمعة واسعة بين العلماء والطلاب في مصر وخارجها, كما كتب العديد من المؤلفات والبحوث في مجالات الشريعة والفكر الإسلامي، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية الدولية.
منصب شيخ الأزهر
أحمد محمد أحمد الطيب الحساني هو الإمام الخمسون للجامع الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، و"مفتي الديار المصرية الأسبق", تولى مشيخة الأزهر في 19 مارس 2010 خلفًا للشيخ محمد سيد طنطاوي، ليقود مؤسسة الأزهر العريقة في فترة حافلة بالتحديات, منذ توليه هذا المنصب، أصبح الشيخ الطيب شخصية محورية في العالم الإسلامي، حيث بذل جهوداً كبيرة لتعزيز مكانة الأزهر الشريف كمرجعية دينية وعلمية مستقلة, كما عمل على تجديد الخطاب الديني، والتأكيد على وسطية الإسلام ورفض التشدد والتطرف.
الإنجازات في مجال تجديد الخطاب الديني
من أبرز إنجازات الشيخ أحمد الطيب سعيه المستمر لتطوير الخطاب الديني ليواكب التحديات المعاصرة, فقد أطلق العديد من المبادرات التي تهدف إلى نشر ثقافة التسامح والسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام, كما كان له دور كبير في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، عبر مناهج تعليمية ودعوية تهدف إلى تعزيز الوسطية والاعتدال.
أحد أبرز مواقفه كان في دعوته إلى الحوار بين الأديان، حيث كان له دور بارز في تعزيز العلاقات بين الأزهر والكنيسة المصرية، وأيضاً مع رجال الدين المسيحيين في العالم.
موقفه من القضايا الوطنية
عرف الشيخ أحمد الطيب بمواقفه الوطنية الثابتة، حيث كان دائماً داعماً للسلام الاجتماعي في مصر، ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد, كما وقف ضد محاولات إثارة الفتن الطائفية، وكان له دور بارز في تأكيد قيمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
التواصل مع العالم الإسلامي
الشيخ أحمد الطيب لم يكن محصورًا في مصر فقط، بل كان له حضور قوي على الساحة الإسلامية الدولية. فقد قام بزيارة العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وأجرى حوارات مع قادة العالم الديني والسياسي. كما كان له دور بارز في تفعيل دور الأزهر كمرجعية في مواجهة التطرف في العالم العربي والإسلامي.
الشيخ أحمد الطيب والأزهر في العصر الحديث
تحت قيادة الشيخ أحمد الطيب، شهد الأزهر العديد من الإصلاحات التي تهدف إلى تجديد مناهج التعليم الأزهرية، بالإضافة إلى إنشاء العديد من البرامج التعليمية الحديثة, وكان له دور كبير في رفع مستوى التعليم الديني في الأزهر، ليواكب التحديات العالمية الحديثة.
الجوائز والتكريمات
حصل الشيخ أحمد الطيب على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لمجهوداته في مجالات التعليم والدعوة الإسلامية، ومن أبرزها:
_ اختير في عامي 2016 و2017 ضمن أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم، وفقًا للتصنيف الذي يصدره مركز الدراسات الاستراتيجية الملكي الإسلامي في عمان، الأردن.
_ جائزة "مفكر العام" من عدة مؤسسات.
_ تكريمه من العديد من الجامعات والمؤسسات الدينية حول العالم.