بدأ العديد من السوريين في مصر في حزم أمتعتهم استعدادًا للعودة إلى سوريا، مع تزايد التكهنات حول تحولات سياسية جديدة في البلد الأم. ويأتي هذا بالتزامن مع صعود حكام جدد في سوريا، بعد سنوات من العيش في مصر وسط حالة من عدم الاستقرار والحرب المستمرة.
وحسب ما نقلته قناة "روسيا اليوم"، انطلقت أولى رحلات العودة من مصر إلى سوريا هذا الأسبوع، وتستعد رحلات أخرى للانطلاق في الأيام القليلة المقبلة. وعلى الرغم من هذه الرحلات، إلا أن العودة لم تبلغ ذروتها بعد بسبب عدة عوامل، حسب تصريحات من الجالية السورية في مصر.
قال بعض أعضاء الجالية إن العديد من السوريين بدأوا في التحضير للعودة النهائية إلى سوريا، بعد التطورات الأخيرة التي أدت إلى تحسن الوضع الأمني نسبيًا، بينما فضل آخرون التريث وانتظار استقرار الأوضاع بشكل أكبر تحت النظام الجديد.
انطلقت أول رحلة برية من القاهرة إلى دمشق، يوم الأحد الماضي وعلى متنها 40 سوريًا، ومن المتوقع أن تليها رحلتان إضافيتان في الأيام المقبلة. وأوضح المسؤول الإعلامي في الجالية السورية شاهر شهير أن هذه الرحلات تعتبر نهائية لأفراد قرروا العودة والعيش في سوريا.
تبدأ الرحلات من القاهرة، ثم تنقل الركاب بحراً إلى الأردن، ومن هناك عبر حدود جابر إلى سوريا وصولًا إلى دمشق. وقال شهير إن عددًا كبيرًا من السوريين في مصر تواصلوا مع مسؤولي الجالية للاستفسار عن تفاصيل العودة، مشيرًا إلى أن الكثير منهم يعتبرون سوريا الآن "بلدًا جديدًا وآمنًا" بعد سقوط النظام السابق.
وتقدر الجالية السورية في مصر أن نحو نصف السوريين المقيمين في مصر، والذين يقدر عددهم بالمئات من الآلاف، يخططون للعودة إلى سوريا. ومع ذلك، فإن معظمهم لن يبدأ في العودة قبل منتصف العام الجاري، بسبب ارتباط أبناء هذه الأسر بالدراسة في مصر، حيث ينتهي العام الدراسي في شهري مايو ويونيو.
تعتبر هذه الفترة فرصة للكثيرين لتقييم الأوضاع في سوريا ومراقبة التطورات السياسية هناك، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن العودة والبدء في استئناف حياتهم في بلدهم.