وثائق تكشف عن خلافات بين بوب جيلدوف والحكومة البريطانية حول إعادة هيكلة المساعدات لأفريقيا

الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 | 10:54 صباحاً
وثائق تكشف عن خلافات بين بوب جيلدوف والحكومة البريطانية حول إعادة هيكلة المساعدات لأفريقيا
وثائق تكشف عن خلافات بين بوب جيلدوف والحكومة البريطانية حول إعادة هيكلة المساعدات لأفريقيا
كتب : محمود أمين فرحان

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، كان بوب جيلدوف، الناشط المعروف بحملة "لايف إيد"، شديد الانتقاد للقادة الأفارقة، حيث وصفهم بأنهم "ضعفاء جدًا" في التعامل مع قضايا المساعدات الدولية، وذلك في وثائق حكومية تم الكشف عنها مؤخرًا.

إعادة هيكلة المساعدات الدولية

في تلك الوثائق، يُظهر جيلدوف معارضته القوية لفكرة تعيين رئيس مشارك أفريقي للجنة التي كانت تعمل على إعادة هيكلة المساعدات الدولية إلى أفريقيا، معتبرًا أن القيادة الأفريقية لا تملك القوة اللازمة لتحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال. وتكشف هذه الوثائق أيضًا عن تفاصيل الخلافات بين جيلدوف والحكومة البريطانية بشأن تشكيل اللجنة، التي أسسها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في عام 2004.

لجنة بلير لأفريقيا

قبل إنشاء "لجنة بلير لأفريقيا"، التي أصدرت تقرير "مصالحنا المشتركة" الذي ساهم في تعهدات تاريخية من الدول الغنية بزيادة المساعدات وإلغاء الديون، كان جيلدوف قد عبر عن انتقاده القاسي لمعظم القادة الأفارقة، معتبرًا أنهم غير قادرين على معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه قارتهم.

إعادة بناء القارة 

كان جيلدوف من المدافعين الرئيسيين عن فكرة إنشاء تقرير "براندت II" في إطار سعيه نحو "خطة مارشال" لأفريقيا، والتي كانت تهدف إلى إعادة بناء القارة على غرار خطة إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ورغم ذلك، تبين من الوثائق أن جيلدوف والحكومة البريطانية كان لديهما رؤية مختلفة حول كيفية تشكيل هذه اللجنة.

أصر جيلدوف في مراسلاته مع بلير على ضرورة أن تكون اللجنة تحت قيادة شخصية مباشرة من بلير، معتبرًا أن ذلك سيكون أساسيًا لنجاحها. كما طالب بتنفيذ الخطة بسرعة لضمان تقديم نتائجها في الوقت المناسب لقمة مجموعة السبع الكبرى في جلاينغيلز في 2005.

وفي ظل هذه الخلافات، كانت هناك تحذيرات من بعض المسؤولين الحكوميين من إمكانية تعرضهم لانتقادات حادة من جيلدوف وزميله بونو إذا لم يتم الوفاء بالتعهدات المتعلقة بالمساعدات. وأثارت رغبة جيلدوف في جعل اللجنة مستقلة عن إشراف الحكومة قلقًا لدى المسؤولين البريطانيين، الذين أكدوا ضرورة الحفاظ على رقابة حكومية على عمل اللجنة.

زيادة المساعدات وإلغاء الديون

وفي النهاية، رغم الانتقادات التي وجهها جيلدوف لبعض القادة الأفارقة، تم التوصل إلى تعهد في قمة جلاينغيلز لزيادة المساعدات وإلغاء الديون، وهو ما اعتبره جيلدوف "إنجازًا"، رغم أن بعض نشطاء مكافحة الفقر اعتبروا أن النتائج لم تكن كافية.

اقرأ أيضا