أكدت عائلة الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال غزة، أن الجيش الإسرائيلي اعتقله ونقله إلى سجن، بينما تم إغلاق المستشفى الذي كان يديره. وفقًا لصحيفة واشنطن بوست
وصرح ابنه إدريس: "نُقل الدكتور أبو صفية في البداية إلى معسكر "سد تيمان" للاعتقال، حيث وردت أنباء عن إصابته بجروح خطيرة في ساقه خلال اقتحام المستشفى من قبل القوات الإسرائيلية". وقال إدريس: "نعيش في قلق شديد ولم نتمكن من النوم منذ ثلاثة أيام، لأننا لم نعرف مكانه حتى اليوم".
وأوضح الدكتور منير البورش، مدير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن شهود عيان رأوا أبو صفية في السجن وهو يعاني إصابات متعددة.
وتمكن أبو صفية من تشغيل المستشفى طوال أكثر من 80 يومًا رغم الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة على المخيم المحيط.
من جهته، أكد عيد صباح، رئيس التمريض في المستشفى، أن عددًا كبيرًا من أفراد الطاقم الطبي اعتُقلوا ونُقلوا مبدئيًا إلى مواقع مختلفة، منها قاعة أفراح ومدرسة قريبة، لكن أماكنهم الحالية ما زالت مجهولة.
ردود إسرائيلية ودولية
لم تكشف إسرائيل عن مكان احتجاز الدكتور أبو صفية وبقية أفراد الطاقم الطبي، لكنها زعمت أن المستشفى كان يُستخدم من قبل عناصر حماس والجهاد الإسلامي.
صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأنه تم اعتقال 240 مقاتلًا خلال المداهمة، ونشر صورًا على منصة "إكس" تظهر رجالًا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين.
تنديد دولي واستنكار واسع
أعربت منظمة الصحة العالمية عن "صدمتها الشديدة" من المداهمة الإسرائيلية، والتي أدت إلى تعطيل آخر مستشفى رئيسي يعمل في شمال غزة. وأوضحت المنظمة أنه تم نقل المرضى وبعض أفراد الطاقم إلى مستشفى إندونيسي في بيت لاهيا، على الرغم من عدم جاهزيته للعمل ونقص الخدمات الأساسية فيه. وتُبذل جهود لنقل المرضى إلى مكان آخر.
كما أفادت الأمم المتحدة بأن تقارير عن التعذيب والعنف الجنسي في معسكر "سد تيمان"، حيث يُحتجز العاملون الصحيون المعتقلون، تُعد "انتهاكات فظيعة وغير قانونية".
دعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج الفوري عن جميع العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني، مشيرة إلى أن إسرائيل تحتجز مئات منهم دون توجيه اتهامات أو محاكمات، وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة واحتُجزوا بمعزل عن العالم الخارجي.
واختتم إدريس أبو صفية بالقول إنه يأمل أن تعمل المنظمات الإنسانية والحقوقية معًا لضمان إطلاق سراح والده.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 1057 من العاملين الصحيين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بينما أفادت هيئة مراقبة العاملين الصحيين بأن 300 من العاملين قد تم اعتقالهم.