توفى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر 100 عام، منهيًا حياة مليئة بالإنجازات السياسية والمبادرات الإنسانية التي امتدت لعقود، حتى بعد مغادرته البيت الأبيض.
رئاسة مليئة بالأزمات وإنجازات للسلام
قاد كارتر، الرئيس الـ39 للولايات المتحدة، البلاد خلال فترة صعبة بين عامي 1977 و1981. ورغم الإنجازات الكبيرة مثل توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978، طغت الأزمات، أبرزها أزمة الرهائن في إيران، على ولايته، ما أدى إلى خسارته إعادة الانتخاب لصالح رونالد ريغان.
نشأة متواضعة ومسار استثنائي
يذكر أن الرئيس الأمريكي كارتر ولد عام 1924 في بلدة بلينز بولاية جورجيا، لعائلة متواضعة، حيث عمل والده كمزارع وأمه كممرضة. التحق بالأكاديمية البحرية وخدم في سلاح الغواصات قبل العودة لإدارة مزرعة العائلة. دخل السياسة المحلية، ليصبح حاكماً لولاية جورجيا عام 1970، مستنداً إلى مبادئ النزاهة والشفافية التي شكلت جوهر حملته الرئاسية لاحقاً.
فترة ما بعد الرئاسة: رحلة نحو السلام العالمي
كرس كارتر حياته لتحقيق السلام العالمي بعد مغادرته البيت الأبيض، فقاد وساطات دولية في مناطق متوترة مثل البوسنة، التبت، وأفريقيا. أسس مركز كارتر في أتلانتا، الذي ساهم في تعزيز حقوق الإنسان، مراقبة الانتخابات، ومكافحة الأمراض في العالم الثالث.
مواقف جريئة وانتقادات حادة
لم يتردد كارتر في انتقاد سياسات بلاده، خاصة خلال حقبة جورج بوش الابن ودونالد ترامب. كما أثار الجدل بانتقاداته للحكومة الإسرائيلية ودعمه القوي للقضايا الفلسطينية، ما جعله صوتًا مميزًا في السياسة الأميركية.
حياة متواضعة حتى النهاية
اختار كارتر البقاء في منزله المتواضع بولاية جورجيا بعد خروجه من الحكم، رافضاً المكاسب المادية. عاش مع زوجته روزالين، محتفلاً بمرور 72 عامًا على زواجهما، في المنزل ذاته الذي بدأ منه رحلته السياسية.