أكد الدكتور رامي القليوبي، الأكاديمي بكلية الاقتصاد في معهد الاستشراق بموسكو، أن دمار لبنان أقل بكثير من دمار غزة، ولكن لبنان لا يزال يواجه تحديات كبيرة في إعادة الإعمار.
التحديات التي تواجه لبنان في إعادة الإعمار
أبرز هذه التحديات هي الانقسامات الداخلية التي تعيشها البلاد بين أنصار حزب الله وبين صفوفه المدنية. هذه الانقسامات أدت إلى تفاقم التوترات الطائفية والمجتمعية، مما يشكل العائق الرئيسي أمام النمو الاقتصادي في لبنان.
إعادة إحياء اقتصاد غزة: سنوات من العمل الشاق
وأوضح القليوبي، في مداخلة هاتفية على قناة القاهرة الإخبارية، أن إعادة إحياء اقتصاد قطاع غزة مرهونة بنتائج الحرب ومستقبل الأوضاع في المنطقة.
إذا انتهت الحرب في الأفق القريب، فمن المتوقع أن تتعاون بعض الدول الراعية للقطاع مثل قطر والدول العربية الأخرى في دعم عملية إعادة الترميم والإعمار.
ومع ذلك، أكد القليوبي أن إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب قد تستغرق سنوات، وربما عقودًا، نظرًا للدمار الكبير الذي طال البنية التحتية والاقتصاد في القطاع.
تأثير الحروب على الاقتصاد العالمي: تأثيرات متباينة
أشار القليوبي إلى أن تأثير الحروب على الاقتصاد العالمي متباين، حيث قد تكون هناك أطراف تستفيد من النزاعات. فالحروب يمكن أن تؤدي إلى تفعيل الصناعات الحربية، مما يشكل نوعًا من المنشطات للاقتصادات التي تعتمد على هذه الصناعات.
على سبيل المثال، يشهد الاقتصاد الروسي انتعاشًا كبيرًا بسبب تحول قطاع الصناعات الحربية إلى قاطرة للاقتصاد الروسي، رغم أن الحروب بشكل عام تؤثر سلبًا على العديد من الاقتصادات العالمية.
معدلات التضخم وتأثيرات الأزمات في البحر الأحمر
أوضح القليوبي أن حالة انعدام الاستقرار في البحر الأحمر تؤثر بشكل كبير على حركة الملاحة عبر الشريان العالمي للتجارة، السفن تخشى المرور عبر هذه المنطقة بسبب التهديدات الأمنية، خاصة من الهجمات الحوثية.
هذا الوضع يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، التي سجلت أكثر من 85 دولارًا للبرميل في بعض الفترات من العام، مما يوفر دعمًا للدول النفطية مثل دول الخليج.
ومع ذلك، يشير القليوبي إلى أن هذا الوضع يشهد أطرافًا رابحة وأخرى خاسرة نتيجة لتقلبات أسعار النفط.