وفقًا لصحيفة نيويورك بوست أثار مرض جيمي كارتر العضال مجددًا جدلاً حادًا حول الاتهامات الموجهة له بمعاداة السامية، وذلك بعد أن نشر كتابه الشهير "فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري" الذي وصف فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
كارتر يتعرض لانتقادات لاذعة من مؤيدين لإسرائيل
تعرض كارتر لانتقادات لاذعة من مؤيدين بارزين لإسرائيل، الذين وصفوه بالمتعصب والمعادي للسامية، مثل آبي فوكسمان وديبورا ليبستادت. كما شن العديد من الصحفيين والمفكرين هجومًا شرسًا عليه بسبب وصفه للوضع في فلسطين. لكن بعد مرور نحو عقدين من الزمن، بدأت بعض الآراء تتغير، مع تنامي الاتهامات من سياسيين إسرائيليين ومنظمات حقوقية تقول إن إسرائيل تمارس فعلاً نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين، وهو ما يثبت صحة تنبؤات كارتر.
في هذا السياق، أعرب البعض عن أسفهم واعتذروا عن الانتقادات السابقة، ومنها اعتذار ستيف بيرمان، الذي كان من بين من استقالوا من مجلس إدارة مركز كارتر بعد نشر الكتاب، حيث أكد في رسالة لاحقة إلى كارتر أنه كان محقًا في رؤيته.
كما أبدى بيتر بينارت، أحد الشخصيات البارزة في الفكر الصهيوني الليبرالي، دعمه لكارتر، قائلاً إنه حان الوقت للاعتذار له عن الطريقة التي استُقبل بها كتابه. لم يكن هذا الانتقاد محصورًا في الأوساط المؤيدة لإسرائيل، بل أيضًا في الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي شهد تقلبات كبيرة في موقفه تجاه كارتر بسبب الضغط السياسي.
اليوم، ومع تصاعد الاتهامات ضد إسرائيل بسبب التوسع في المستوطنات والتهجير القسري للفلسطينيين، يتضح أن وصف كارتر للوضع في فلسطين كان في مكانه، وأن هذا الكتاب كان بمثابة رؤية استشرافية للوضع الحالي.