لقي 14 عنصرًا من قوات الأمن التابعة للسلطات السورية الجديدة وثلاثة مسلحين مصرعهم خلال اشتباكات عنيفة في محافظة طرطوس، وذلك أثناء محاولة القوات اعتقال ضابط مرتبط بسجن صيدنايا سيئ السمعة، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفقًا لتقرير (الغارديان )
وأفاد المرصد بأن المواجهات اندلعت في طرطوس، التي تُعد من أبرز معاقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، عقب محاولة اعتقال مسؤول سابق في سجن صيدنايا.
وأكد وزير الداخلية السوري الجديد، عبر منشور على تطبيق "تليغرام"، الخسائر البشرية، مشيرًا إلى إصابة 10 من رجال الشرطة خلال العملية. وأوضح الوزير أن الهجوم نفذته "فلول" النظام السابق، متعهدًا بملاحقة كل من يسعى لزعزعة الأمن أو تهديد حياة المواطنين.
اضطرابات واسعة عقب سقوط النظام
تزامن الحادث مع تصاعد الاحتجاجات وفرض حظر تجول ليلي في مناطق عدة، في ظل أوسع موجة اضطرابات تشهدها البلاد منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل أكثر من أسبوعين.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر اندلاع حريق داخل مزار علوي في مدينة حلب. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الداخلية أن الفيديو يعود لفترة الهجوم الذي شنه المتمردون على المدينة في نوفمبر الماضي، مشيرةً إلى أن إعادة نشره تهدف لإثارة الفتنة الطائفية.
حظر تجول واشتباكات في حمص
في مدينة حمص، فرضت قوات الشرطة حظر تجول ليلي بعد احتجاجات شهدتها المدينة وقادها أفراد من الأقليات العلوية والشيعية، وفقًا لروايات السكان. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المحتجين، ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة خمسة آخرين.
وأرجع سكان محليون سبب الاحتجاجات إلى الضغوط المتزايدة وأعمال العنف التي استهدفت في الأيام الأخيرة أفرادًا من الطائفة العلوية، الطائفة التي كانت تاريخيًا من أبرز داعمي نظام الأسد قبل الإطاحة به في 8 ديسمبر الجاري.
احتجاجات في معاقل النظام السابقة
شهدت مدن ساحلية مثل طرطوس واللاذقية، إلى جانب مناطق أخرى كمسقط رأس الأسد في القرداحة، مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف، وفقًا للمرصد السوري. وتُعد هذه الاحتجاجات الأكبر من نوعها بين العلويين منذ سقوط الأسد، حيث جاءت بعد يوم من احتجاج مئات السوريين في دمشق على إحراق شجرة عيد الميلاد.
وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة، أكدت القيادة الجديدة في سوريا التزامها بحماية الأقليات الدينية، في ظل مخاوف من أن يسعى المتمردون السابقون الذين باتوا في السلطة إلى فرض نظام إسلامي محافظ.
حملات أمنية ضد بقايا النظام السابق
أفادت وزارة الداخلية بأن عناصر من النظام السابق نفذوا هجومًا على قوات الأمن في المناطق الساحلية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي تطور آخر، أعلنت السلطات الجديدة إحراق كمية كبيرة من المخدرات، تضمنت مليون قرص كبتاغون، كان يُنتج على نطاق واسع خلال فترة حكم الأسد.
وأشارت السلطات إلى أن كميات ضخمة من الكبتاغون اكتُشفت في مواقع كانت تابعة للنظام السابق، بما في ذلك منشآت أمنية. يُذكر أن هذا العقار المحظور كان يشكل أحد أبرز صادرات سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية.