وفقًا لتقرير (الغارديان ) حذر جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي، من تزايد احتمالية اندلاع أزمة دولية كبرى خلال فترة ولاية ثانية محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشار بولتون إلى أن "عدم قدرة ترامب على التركيز" في قضايا السياسة الخارجية يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل القرارات الأمريكية على الساحة الدولية.
انتقادات حادة لنهج ترامب
في مقابلة مع صحيفة الغارديان، انتقد بولتون، الذي عمل مستشارًا للأمن القومي لترامب لمدة 17 شهرًا، افتقار الأخير إلى المعرفة والاستراتيجية الواضحة. وأوضح أن قرارات ترامب كانت مدفوعة بعلاقاته الشخصية و"ومضات عصبية" بدلاً من فهم عميق للمصالح الوطنية. وأضاف: "عدم انضباطه الفكري يجعلني قلقًا جدًا بشأن كيفية تعامله مع أزمات محتملة."
نمط قرارات غير تقليدي
وصف بولتون عملية صنع القرار لدى ترامب بأنها تفتقر للتنظيم والتماسك، حيث تعتمد على الانطباعات الشخصية أكثر من التحليل المنهجي. وأشار إلى أن ترامب غالبًا ما تجاهل الإحاطات الأمنية اليومية، معتمدًا بدلًا من ذلك على نظرته الخاصة للأمور، قائلًا: "لا يقرأ ترامب كثيرًا ولا يرى أهمية للحقائق المجمعة. إنه يعتقد أنه يستطيع التوصل إلى صفقات فقط عبر التفاعل الشخصي مع القادة الآخرين."
علاقات مع الزعماء المستبدين
سلط بولتون الضوء على تفضيل ترامب لتكوين علاقات شخصية مع زعماء مستبدين مثل شي جين بينغ وكيم جونغ أون وفلاديمير بوتين. وأوضح أن ترامب غالبًا ما يرى نفسه في مكانة مماثلة لهؤلاء الزعماء، متجاهلًا القيود التي تفرضها المؤسسات الديمقراطية على سلطته.
مخاوف من حرب أوكرانيا
أعرب بولتون عن قلقه من موقف ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا، حيث وعد الأخير خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع "في يوم واحد". وفسر بولتون هذا الوعد بأنه يعكس رغبة ترامب في التخلص من القضية بغض النظر عن شروط الحل، مما قد يؤدي إلى إضعاف الموقف الأمريكي وإلحاق ضرر بمصالح أوكرانيا.
تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية
أشار بولتون إلى أن ولاية ترامب الأولى تميزت بتوجه نحو الانعزالية وحماية التجارة تحت شعار "أمريكا أولًا"، وهو تحول جذري عن التقاليد الأمريكية في السياسة الخارجية. وعلى الرغم من موافقته على بعض قرارات ترامب، إلا أنه وصفها بأنها "سلسلة من الومضات العصبية" تفتقر للتناسق.
مستقبل الحزب الجمهوري
رأى بولتون أن ترامب يمثل انحرافًا عن تقاليد الحزب الجمهوري التي تعود إلى عهد رونالد ريغان، معربًا عن أمله في أن يعود الحزب إلى مساره التقليدي بعد انتهاء تأثير ترامب السياسي. لكنه حذر من أن السنوات الأربع القادمة قد تشهد أضرارًا جسيمة نتيجة قرارات ترامب غير المدروسة.
استنتاج لتحليل بولتون
يشير تحليل بولتون إلى أن ولاية ثانية محتملة لدونالد ترامب قد تحمل في طياتها مخاطر جسيمة على السياسة الخارجية الأمريكية. فمع غياب التخطيط الاستراتيجي والاعتماد على العلاقات الشخصية، تزداد احتمالات حدوث أزمات دولية كبرى قد يكون لها تداعيات واسعة النطاق على الأمن والاستقرار العالمي.