تستعد إدارة بايدن لاتخاذ خطوات حاسمة في اللحظات الأخيرة للحفاظ على التفوق الاستراتيجي في سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين، من خلال السيطرة على إمدادات الرقائق المتطورة التي تعد من أكثر المعدات قيمة في العالم.
لماذا يهم هذا؟
الرقائق المتقدمة ضرورية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعتبر من أندر وأثمن المعدات التكنولوجية على كوكب الأرض. ومع ذلك، تتأخر الصين في إنتاج أفضل هذه الرقائق بنحو خمس سنوات مقارنة بما هو متاح في السوق العالمية.
ما الجديد؟
من المتوقع أن يصدر أمر تنفيذي من إدارة بايدن يفرض قيودًا على مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى دول عدة حول العالم، وليس إلى الصين فقط. وتركز هذه القيود بشكل خاص على دول جنوب شرق آسيا ومنطقة الخليج، وفقًا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال". على الرغم من أن بايدن قد فرض سابقًا قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة من شركات مثل Nvidia إلى الصين، إلا أن هناك قلقًا من أن الصين قد تجد طرقًا لتجاوز هذه القيود عبر دول أخرى أو السوق السوداء. الأمر التنفيذي المرتقب يهدف إلى إغلاق هذه "الثغرات" ومنع تسريب التكنولوجيا المتقدمة.
الانقسام التقني العالمي
من المحتمل أن يؤدي هذا القرار إلى حدوث انقسام تقني عالمي، حيث سيتمكن بعض الدول من الوصول غير المقيد إلى التكنولوجيا الأميركية، بينما ستواجه دول أخرى قيودًا صارمة. تفاصيل هذا الأمر التنفيذي لا تزال قيد المراجعة من قبل مكتب الإدارة والميزانية (OMB)، في حين أن شركات الرقائق والتكنولوجيا الأميركية تقوم بحملات مكثفة لمنع فرض هذه القيود الإضافية.
السباق التكنولوجي
وفقًا لما أشار إليه كريس ميلر، أستاذ جامعة تافتس ومؤلف كتاب "حرب الرقائق"، فإن اعتماد الصين على تهريب الرقائق يعكس التفوق الغربي في صناعة هذه التكنولوجيا. معظم الرقائق المتطورة يتم تصميمها في الولايات المتحدة وتصنيعها في تايوان باستخدام أدوات تُصنع في الولايات المتحدة واليابان وهولندا. رغم سعي الصين المستمر لتجاوز الغرب في جميع مراحل سلسلة إمداد أشباه الموصلات، فإنها ما زالت متأخرة، حيث أن أحدث الرقائق التي تنتجها شركة SMIC الصينية تعادل تلك التي كانت تصنعها شركة TSMC التايوانية قبل خمس سنوات.
ما وراء القيود
على الرغم من أن هذه القيود ستشكل تحديًا كبيرًا للشركات الصينية على المدى القصير، يحذر الخبراء من أن هذه الإجراءات قد تدفع الصين إلى تكثيف جهودها في تطوير تقنيات جديدة تتفوق على منافسيها الغربيين على المدى الطويل، حيث تخصص بكين مئات المليارات من الدولارات لتحقيق هذا الهدف.
الجانب السياسي
تصاعدت "حرب الرقائق" بشكل ملحوظ خلال فترة انتقال السلطة بين إدارة بايدن وإدارة ترامب، حيث أطلقت الصين مؤخرًا تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد شركة Nvidia بعد إعلان بايدن عن القيود الجديدة على تصدير الرقائق، مما أثر على قيمة أسهم الشركة. في حال عودة ترامب إلى الحكم، قد تتسارع التوترات في هذا الملف، خصوصًا أنه هو من بدأ فرض هذه القيود خلال ولايته الأولى.
أدوات الصين في مواجهة القيود
السوق الصينية الضخمة: تصمم شركات أميركية مثل Nvidia وIntel رقائق مخصصة للسوق الصينية بما يتماشى مع اللوائح الحالية، حرصًا منها على الحفاظ على حصتها السوقية في الصين.
موارد المعادن الأساسية: تحتكر الصين إنتاج العديد من المعادن الأساسية المستخدمة في صناعة الرقائق. إلا أن أي حظر على تصدير هذه المواد قد يضر بالاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصاد الصيني.
القرب من تايوان: تُعتبر تايوان مركزًا أساسيًا لإنتاج الرقائق المتقدمة، وتنتج شركة TSMC التايوانية نحو 99% من رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة عالميًا.
مستقبل صناعة الرقائق
من الملاحظ أن شركة TSMC تبني حاليًا منشآت تصنيع في فينيكس بولاية أريزونا في إطار جهود إدارة بايدن لتوطين صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.