خاص.. سقوط سوريا في دوامة الفوضى: رؤى وتحليلات حول المشهد المتأزم في الشرق الأوسط

الاحد 15 ديسمبر 2024 | 01:14 مساءً
تداعيات الحرب بالشرق الأوسط
تداعيات الحرب بالشرق الأوسط
كتب : بسنت شعراوي

يعيش الشرق الأوسط مرحلة غير مسبوقة من التوتر والتغيرات السياسية الحادة، وسط تصعيد ملحوظ في سوريا بعد سقوط نظام بشار, بين الفوضى السياسية وصراع القوى الإقليمية، تتشكل ملامح جديدة قد تغيّر خارطة الشرق الأوسط لعقود قادمة.

 في هذا السياق، وفي ظل هذه التطورات السريعة، يبرز التساؤل حول تأثيرها على الدولة والمنطقة العربية ككل، نستعرض آراء خبراء في العلاقات الدولية لبحث دور القوى الدولية والإقليمية في تشكيل المستقبل السوري.

الوضع الراهن في سوريا

قال عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، بأن سوريا تمر بمنعطف خطير بعد سقوط نظام الأسد وانسحاب الجيش السوري تباعًا من مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص، مما أفسح المجال لسيطرة الميليشيات المسلحة على العاصمة دمشق. وأشار حسين إلى أن استمرار الانقسامات بين هذه الميليشيات يهدد باندلاع حرب أهلية طويلة الأمد.

وأضاف حسين: "يتطلب الوضع السوري جهودًا دولية منسقة للحفاظ على وحدة البلاد وحماية المدنيين. يجب أن تتم المرحلة الإنتقالية وفق خارطة طريق واضحة لتجنب تكرار السيناريوهات الليبية واليمنية، خاصة مع وجود ميليشيات متشددة مثل هيئة تحرير الشام التي تضم مقاتلين من جنسيات مختلفة وأصول غير سورية."

الفوضى السياسية وتحديات المرحلة الانتقالية

من جانبه، أوضح دكتور حسام الدين محمود، رئيس مركز إفريقيا للتخطيط الاستراتيجي، أن سقوط نظام الأسد أدى إلى حالة من الفوضى في سوريا. وأشار إلى أن الدعم الروسي والإيراني للنظام تراجع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، مما سمح للميليشيات المعارضة بالتقدم نحو دمشق.

وتابع دكتور حسام: "بعد سقوط الأسد، تواجه سوريا تحديًا جديدًا يتمثل في تناحر الفصائل المسلحة التي كانت متحدة ضد النظام سابقًا. هذه الميليشيات، التي تحمل ولاءات وأيديولوجيات مختلفة، قد تدخل في صراع على السلطة، مما يزيد من تعقيد المشهد السوري."

إسرائيل وتحقيق مصالحها الاستراتيجية

وتحدث محمود عن العدوان الاسرائيلي مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى للاستفادة من حالة الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الجولان. وقال: "إسرائيل تحاول السيطرة الكاملة على الجولان بحجة تأمين حدودها من الميليشيات المسلحة، وتقديم هذا الأمر للمجتمع الدولي باعتباره خطوة لمكافحة الإرهاب. في الواقع، نحن نشهد جزءًا أصيلًا من الأراضي السورية يقع تحت السيادة الإسرائيلية."

الشرق الأوسط على صفيح ساخن

أكد دكتور حسام حول تأثير سقوط النظام السوري على المنطقة، أن انهيار الدولة السورية يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية متعددة، مع تزايد نفوذ دول مثل تركيا وإيران وإسرائيل في الأراضي السورية. وأشار إلى أن هذه التدخلات قد تؤدي إلى مزيد من التقسيم والتفكك، مما يشكل تهديدًا لاستقرار المنطقة بأسرها.

جهود عربية مكثفة واستجابة مصرية

وفي السياق ذاته، أوضح خبير الشؤون الدولية أحمد دياب: إن هناك جهود عربية مكثفة تشارك فيها مصر من أجل الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية والتشديد على أن حل أزمة سوريا ورسم خريطة المستقبل يجب أن يكون بايدي السوريين أنفسهم.

كما أشاد دياب بقوة ومتانة الموقف المصري تجاه سوريا ورفض الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي العربية السورية. وتكثف الدول العربية جهودها لدعم استقرار سوريا والحفاظ على مؤسساتها.

شاركت مصر بفعالية في هذه المساعي، حيث أكد وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، خلال اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية حول سوريا في العقبة، والذي أقيم في الأردن بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن من أجل مناقشة الأزمة السورية، على أهمية تدشين عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة، وضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار الكامل في سوريا، بما يحقق الأمن ويحفظ مستقبل الشعب السوري.

إن المشهد السوري الحالي يضع الشرق الأوسط أمام تحديات مصيرية، وسط غياب رؤية واضحة للحل. ومع استمرار النزاعات الإقليمية والدولية، وتنافس القوى الكبرى على النفوذ، يبقى مستقبل سوريا غامضًا، محاصرًا بين مطرقة الفوضى وسندان التدخلات الخارجية. مما يستدعي جهودًا دولية مكثفة لضمان استقرار البلاد وحماية وحدة أراضيها.

اقرأ أيضا