في خطوة وصفت بـ"التاريخية"، أعلنت تركيا التوصل إلى اتفاق بين إثيوبيا والصومال لإنهاء نزاع دام قرابة عام، عقب محادثات مكثفة استضافتها العاصمة أنقرة تحت إشراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
نهاية لأزمة معقدة
الاتفاق، الذي جاء بعد مفاوضات استمرت لثماني ساعات، يمثل انفراجة في العلاقات بين البلدين الجارين بعد خلاف نشب إثر توقيع إثيوبيا اتفاقًا مع إقليم أرض الصومال في يناير الماضي. الاتفاق، الذي نص على استئجار إثيوبيا لشريط ساحلي من الإقليم بهدف إنشاء ميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بالإقليم، أثار استياء الصومال التي اعتبرت الخطوة انتهاكًا لسيادتها.
تصريحات أردوغان: السلام أولًا
خلال مؤتمر صحفي مشترك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "هذا الاتفاق ليس مجرد نهاية لخلاف، بل بداية جديدة نحو السلام والتعاون في القرن الإفريقي. لقد أكدنا أهمية العمل المشترك لتحقيق الازدهار للجميع". وأشار إلى أن الاتفاق يفتح الباب أمام إثيوبيا للوصول إلى البحر بشكل آمن ومستدام، في إطار احترام سيادة الصومال.
وتنشر "بلدنا اليوم" بنود الاتفاق بين إثيوبيا والصومال والتي تضمنت التالي:
وفقًا لنص الاتفاق الصادر عن الجانب التركي، التزمت إثيوبيا والصومال بترجيح لغة الحوار لحل الخلافات، وتطوير تعاون اقتصادي يضمن لإثيوبيا "وصولًا موثوقًا وآمنًا ومستدامًا" إلى البحر تحت السيادة الصومالية.
كما نص الاتفاق على بدء محادثات فنية بحلول نهاية فبراير، على أن تُستكمل خلال أربعة أشهر، مع الاستعانة بالدعم التركي في حال تطلبت المفاوضات ذلك.
ردود الفعل الإثيوبية والصومالية
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وصف الاتفاق بأنه "خطوة نحو تعاون إقليمي أكثر استقرارًا"، مؤكدًا أن رغبة بلاده في الوصول إلى البحر "سلمية وتخدم مصالح الجيران". وأضاف: "اليوم نبدأ عامنا الجديد بروح التعاون والصداقة".
من جانبه، أشاد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بالاتفاق، مؤكدًا أن بلاده مستعدة للعمل مع القيادة الإثيوبية لتحقيق أهداف مشتركة تخدم شعبي البلدين.
أبعاد إقليمية
الخلاف بين إثيوبيا والصومال أثار قلقًا واسعًا في منطقة القرن الإفريقي المضطربة، خاصة مع تدخل أطراف إقليمية مثل مصر وإريتريا. وشهدت الأشهر الماضية تصاعدًا دبلوماسيًا حادًا، شمل طرد السفير الإثيوبي من مقديشو وإعلان استبعاد القوات الإثيوبية من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، المزمع نشرها مطلع العام المقبل.
الوساطة التركية
لعبت تركيا دورًا محوريًا في الوساطة بين البلدين منذ يوليو الماضي، حيث استضافت ثلاث جولات من المحادثات، توجت الجولة الأخيرة منها بهذا الاتفاق الذي يعزز الاستقرار الإقليمي ويعيد الأمل في تجاوز الخلافات المزمنة.