السوريون في أوروبا بين فرحة سقوط الأسد وضغوط العودة إلى وطنهم المدمر

الخميس 12 ديسمبر 2024 | 10:06 صباحاً
سوريون فى اوروبا يتظاهرون برحيل بشار الأسد
سوريون فى اوروبا يتظاهرون برحيل بشار الأسد
كتب : محمود أمين فرحان

استقبل السوريون في أوروبا خبر سقوط نظام بشار الأسد بفرحة عارمة، إلا أنه سرعان ما خيمت أجواء من القلق بعد الدعوات المتزايدة من سياسيين أوروبيين لإعادتهم إلى بلادهم التي لا تزال تعاني من آثار الحرب.

وفى حديث لشبكة سى إن إن الأمريكية قال ، الناشط السوري أسامة سبسبي البالغ من العمر 29 عامًا والمقيم في برلين، عبّر عن مشاعر مختلطة حين علم بسيطرة قوات المعارضة على مدينة حمص، مسقط رأسه. قال سبسبي: "إنها فرحة لا توصف... أتطلع بشوق للقاء عائلتي الذين ما زالوا على قيد الحياة".

دفعه هذا الشعور لحجز رحلة إلى الأردن، حيث يخطط لعبور الحدود إلى سوريا لرؤية زوجته وإخوته، وزيارة قبر والده الذي توفي تحت التعذيب على يد قوات الأسد. وأكد سبسبي نيته المساهمة في إعادة بناء منزل العائلة الذي دمرته الحرب.

عودة اللاجئين... ملف ساخن في أوروبا

سقوط الأسد، رغم ترحيب الكثير من السوريين به، أثار نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية الأوروبية حول إمكانية إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

في النمسا، أعلن وزير الداخلية عن خطط لبرنامج "عودة وترحيل منظم إلى سوريا". وفي ألمانيا، التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين خلال أزمة 2015-2016، تصاعدت الأصوات المحافظة المطالبة بوضع خطط لإعادة السوريين.

يُذكر أن السياسي الألماني ينس شبان اقترح في مقابلة تلفزيونية تقديم حوافز مالية للعودة، قائلًا: "يمكن للحكومة أن تعرض 1000 يورو للراغبين في العودة إلى سوريا، مع توفير رحلات طيران مباشرة". كما دعا إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار والعودة بهدف تسهيل العملية.

ماركوس زودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا، أشار إلى أن سقوط الأسد يغير المعطيات القانونية للجوء، موضحًا: "إذا انتفت الأسباب الفعلية للجوء، فلن يكون هناك أساس قانوني للبقاء".

إجراءات أوروبية تتسارع

في تطور سريع، أعلنت عدة دول أوروبية – مثل بلجيكا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة – تعليق النظر في طلبات اللجوء الجديدة للسوريين.

هل العودة ممكنة؟

بين أجواء الاحتفال بسقوط الأسد وتزايد الدعوات للعودة، يجد اللاجئون السوريون في أوروبا أنفسهم أمام تساؤلات معقدة حول مستقبلهم. وبينما يأمل البعض في العودة والمساهمة في إعادة بناء وطنهم، يخشى آخرون من تحديات إعادة الإعمار وانعدام الاستقرار في سوريا.

اقرأ أيضا