موسكو تؤكد اتخاذ التدابير اللازمة لحماية قواعدها العسكرية
شنّت القوات الجوية الإسرائيلية بالأمس, أكثر من 350 غارة جوية خلال الـ48 ساعة الماضية على أهداف في سوريا، في إطار حملة مكثفة تهدف إلى القضاء على التهديدات المحتملة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" يوم الثلاثاء، أن الضربات استهدفت منشآت إنتاج أسلحة، وبطاريات دفاع جوي، وقواعد جوية في دمشق، وحمص، وطرطوس، واللاذقية، وتدمر.
على الحدود الشمالية، كثفت إسرائيل نشر قواتها في المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان، مما يعزز الاستعداد لمواجهة أي تهديدات أمنية.
خلال زيارة لقاعدة بحرية في حيفا، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن العملية تهدف إلى "تدمير القدرات الاستراتيجية التي تشكل خطرًا على أمن إسرائيل". كما وجه تحذيرًا صارمًا لقادة المجموعات المسلحة في سوريا، قائلاً: "أي شخص يسير على خطى الأسد سيلقى المصير ذاته. لن نسمح بوجود كيان إرهابي إسلامي متطرف يهدد أمن مواطنينا من خارج حدودنا".
هجمات مكثفة على اللاذقية وتدمير منشآت استراتيجية
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأن مدينة اللاذقية، الواقعة على البحر المتوسط، تعرضت لهجوم إسرائيلي مكثف. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت "مركز بحوث برزة العلمي"، الذي سبق أن استهدفته الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في عام 2018، ووصف حينها بأنه جزء من برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري,كما أسفرت الهجمات عن إلحاق أضرار جسيمة أو غرق نحو 10 سفن بحرية سورية.
تعد منطقة اللاذقية معقلًا للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، ما يزيد من حساسية هذه الهجمات وتأثيرها على الأوضاع الداخلية.
تحركات روسية في طرطوس وسط الغموض
رغم التصعيد الإسرائيلي، لم تُسجل هجمات على مدينة طرطوس الساحلية، التي تحتضن قاعدة بحرية روسية مهمة منذ عقود. وأظهرت صور الأقمار الصناعية مغادرة السفن الروسية للميناء، ما أثار تكهنات حول طبيعة التحركات. وأوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن السفن في مهمة مناورة بحرية بالبحر المتوسط، في حين أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تتخذ جميع "الإجراءات اللازمة" لضمان أمن قواعدها العسكرية في سوريا.
وتسلّط هذه التطورات ,الضوء على تصاعد التوتر في المنطقة، في وقت تتشابك فيه الأهداف الاستراتيجية للأطراف الدولية، مما قد ينذر بمزيد من التعقيد للأزمة السورية.