انسحاب القوات الفرنسية من تشاد.. نهاية حقبة من النفوذ في إفريقيا

الاربعاء 11 ديسمبر 2024 | 02:31 مساءً
أشخاص يلوحون بالعلم الوطني لتشاد خلال احتجاج ضد الوجود العسكري الفرنسي في نجامينا.
أشخاص يلوحون بالعلم الوطني لتشاد خلال احتجاج ضد الوجود العسكري الفرنسي في نجامينا.
كتب : محمود أمين فرحان

في خطوة تعكس تقلّص نفوذها في مستعمراتها السابقة بإفريقيا، بدأت فرنسا سحب قواتها العسكرية من تشاد, وأعلنت السلطات الفرنسية، يوم الثلاثاء، عودة طائرتين مقاتلتين من طراز "ميراج" إلى قاعدة في شرق فرنسا، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم الجيش الفرنسي، الكولونيل غيوم فيرنيه.

وأوضح فيرنيه أن هذه الخطوة تمثل بداية إعادة المعدات العسكرية الفرنسية المتمركزة في العاصمة التشادية نجامينا، وذلك بعد قرار تشاد إنهاء تعاونها العسكري الممتد لعقود مع باريس.

تطورات في العلاقات التشادية-الفرنسية

جاء القرار التشادي بعد إعلان وزير الخارجية عبد الرحمن كلام الله أن بلاده ملتزمة بالحفاظ على علاقات بنّاءة مع فرنسا في مجالات أخرى تخدم المصالح المشتركة للشعبين. حتى ذلك الحين، كانت تشاد تستضيف حوالي 1,000 جندي فرنسي في إطار التعاون العسكري.

دعوات مماثلة من السنغال

في نفس اليوم، طالب الرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، برحيل القوات الفرنسية من بلاده، مؤكدًا أن وجودها "لا يتماشى مع سيادة السنغال".

تراجع الدور الفرنسي في الساحل الإفريقى

لطالما اعتُبرت تشاد آخر حليف رئيسي لفرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، لكنها انضمت مؤخرًا إلى دول مثل مالي وبوركينا فاسو في اتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه النفوذ الفرنسي. ومنذ عام 2020، شهدت المنطقة سلسلة من الانقلابات العسكرية، رافقها تصاعد المشاعر المناهضة لفرنسا بسبب ما يُنظر إليه كتدخل مستمر في شؤون الدول الإفريقية.

قامت كل من مالي وبوركينا فاسو بطرد الدبلوماسيين الفرنسيين وحظر وسائل الإعلام الفرنسية، في حين انسحبت القوات الفرنسية من البلدين. كما تم إنهاء التواجد العسكري الفرنسي في النيجر بعد انقلاب يوليو الماضي الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، الذي كان يُعتبر قريبًا من باريس.

تشاد تبحث عن شراكات جديدة

في ظل هذه التطورات، اتجهت تشاد نحو تعزيز علاقاتها مع شركاء جدد مثل الإمارات العربية المتحدة وروسيا. وقد تبنى رئيس المجلس الانتقالي، محمد إدريس ديبي إيتنو، نهجًا أكثر انفتاحًا منذ توليه السلطة في 2021 عقب وفاة والده.

إنهاء الوجود العسكري الفرنسي في الساحل

انسحاب القوات الفرنسية من تشاد سيمثل نهاية لعقود من العمليات العسكرية المباشرة ضد الجماعات المسلحة في الساحل. وأكد الكولونيل فيرنيه أن الجانبين يعملان على وضع جدول زمني لسحب القوات، ومن المتوقع أن تستغرق العملية عدة أسابيع لاستكمالها.

اقرأ أيضا