بعد رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، عن منصبه واستيلاء المعارضة المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام على مقاليد الحكم، أصيب محور المقاومة الإيراني وعلى رأسه حزب الله اللبناني بصدمة كبيرة، حيث أن سقوط النظام السوري يهدد استمرار هذا المحور.
في تحليل نشره المجلس الأطلسي، شرح نيكولاس بلانفورد، الباحث في برامج الشرق الأوسط بالمجلس، التداعيات الجيوسياسية لانهيار مفاجئ لنظام بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذا الانهيار قد يُعقد بشكل كبير الروابط الاستراتيجية بين إيران وحزب الله، ويهدد استقرار التحالف المعروف بـ"محور المقاومة".
دور الأسد في التحالف الإيراني-اللبناني
منذ توليه السلطة في يوليو 2000، شكل الأسد حجر الزاوية الذي يربط إيران بحزب الله، حيث وفر دعماً عسكرياً وسياسياً، إضافة إلى كونه قناة رئيسية لنقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان.
ويُظهر التدخل العسكري الإيراني وحزب الله في الحرب السورية، قبل أكثر من عقد، الأهمية الاستراتيجية لنظام الأسد بالنسبة لطهران، إذ اتُخذ هذا التدخل لحماية النظام من الانهيار.
واقع جديد بعد الأسد
مع سقوط الأسد، يواجه حزب الله عزلة غير مسبوقة في لبنان، وسط تعافيه من حرب مدمرة استمرت 13 شهراً مع إسرائيل.
وأدى اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 إلى فرض قيود مشددة على نقل الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله. ومع تغير الحقائق السياسية في سوريا، قد يواجه حزب الله صعوبة في إعادة بناء ترسانته العسكرية.
مستقبل محور المقاومة
من المتوقع أن يؤدي انهيار النظام السوري إلى نظام حكم يعكس الأغلبية السنية، وهو ما سيقلل من النفوذ الإيراني.
ومع تزايد الضغوط الإسرائيلية في لبنان، يجد حزب الله نفسه في أصعب موقف استراتيجي منذ تأسيسه قبل 42 عاماً، ما يثير تساؤلات عن قدرة المحور الإيراني على الحفاظ على استمراريته.