كشف تقرير جديد صادر عن منظمة العفو الدولية عن أدلة مروعة على ارتكاب إسرائيل ما وصفته المنظمة بجرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. التقرير، الذي حمل عنوان "تشعر وكأنك دون البشر"، يسلط الضوء على هجمات مميتة شنتها القوات الإسرائيلية، بما في ذلك غارات جوية أسفرت عن مقتل 47 شخصًا، بينهم أربعة أطفال، أثناء احتمائهم في مخيم للنازحين قرب خان يونس.
إدانات دولية ودعوات للتحقيق
ونقلاً عن صحيفة "الجارديان" البريطانية، اتهم التقرير إسرائيل بتنفيذ هجمات ممنهجة استهدفت المدنيين والبنى التحتية، رغم تحذيرات محكمة العدل الدولية بوقف هذه العمليات. كما دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي إلى:
فرض عقوبات مستهدفة على المسؤولين الإسرائيليين وقادة حركة حماس.
وقف المساعدات الأمنية وبيع الأسلحة لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وألمانيا.
تسريع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب، مع إضافة الإبادة الجماعية إلى قائمة الاتهامات الموجهة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.
شهادات ميدانية وأدلة دامغة
استند التقرير إلى عمل ميداني مكثف شمل مقابلات مع 212 شخصًا من الضحايا والشهود والعاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، وتحليل أدلة بصرية ورقمية، بالإضافة إلى أكثر من 100 تصريح حكومي وعسكري إسرائيلي. وأشارت المنظمة إلى أن ما وصفته بـ"الخطاب اللا إنساني" من قبل المسؤولين الإسرائيليين يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تشويه صورة الفلسطينيين وتبرير الانتهاكات.
اتهامات متبادلة وصراع سياسي
من المتوقع أن يُثير التقرير غضبًا واسعًا في إسرائيل، التي اعتبرت اتهامات سابقة بالفصل العنصري والإبادة الجماعية بمثابة معاداة للسامية. وأكدت منظمة العفو الدولية في تقريرها أن الجرائم في غزة لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، مشيرة إلى أن الاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية يمثل خطوة حاسمة لتحقيق العدالة والمساءلة.
ردود الفعل الإسرائيلية والمجتمع الدولي
رغم تبادل النتائج مع السلطات الإسرائيلية عدة مرات، لم تتلق منظمة العفو أي ردود. كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى إعادة تعريف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره صراعًا حقوقيًا وليس نزاعًا على الأرض فقط، مشيرة إلى أن استمرار صمت العالم يعوق تحقيق العدالة للضحايا.
يعكس التقرير توجهًا متصاعدًا في الأوساط الحقوقية لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، محذرًا من أن الصمت الدولي قد يُساهم في استمرار الجرائم. وفي ظل التصعيد المستمر، يظل الطريق لتحقيق السلام والعدالة محفوفًا بالعقبات السياسية والإنسانية.