قبيل ستة أسابيع فقط من تنصيبه رسميًا، أصبح الرئيس المنتخب ترامب محط الأنظار في كل زاوية من العالم. تهديداته السياسية المبالغ فيها وبياناته الصارمة من مارالاغو، بالإضافة إلى مجرد وجوده في المشهد، جعلت تأثيره يتردد في الأسواق والعواصم العالمية.
بينما يتضاءل دور الرئيس بايدن، يبدو أن الولايات المتحدة تشهد رئاسة مزدوجة، حيث يتربع ترامب في موقع القيادة الفعلي، حتى قبل أن يباشر مهامه رسميًا.
ترامب يتصدر المشهد قبل الوصول إلى البيت الأبيض
فريق ترامب الانتقالي أصدر يوم الإثنين الماضى بيانًا فخورًا بعنوان "الوعود التي تم الوفاء بها"، مشيرًا إلى إنجازات مبدئية في مجالات الأمن الحدودي والدبلوماسية والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى دعمه لمبادرات مناهضة للتنوع. كل هذه التحركات كانت مجرد بداية، في الوقت الذي لا يزال فيه ترامب بعيدًا عن البيت الأبيض.
التأثير الكبير لترامب
قد تكون التهديدات التي يطلقها ترامب في السياسة الخارجية والاقتصاد مثيرة للجدل، ولكن تأثيرها لا يمكن إنكاره. رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على سبيل المثال، اضطر للانتقال سريعًا إلى مارالاغو بعد أن هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، وهو ما دفع ترودو إلى وعود بتشديد الأمن على الحدود الشمالية. كما تبادل ترامب المكالمات مع رئيسة المكسيك، متحدثًا عن إغلاق الحدود الجنوبية، وهو ما أبدت شينباوم اعتراضها عليه لاحقًا.
التركيز على السياسة الخارجية
في الوقت الذي كانت إدارة بايدن تحاول التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل ولبنان، كان ترامب يشيد بما اعتبره "نجاحات" في السياسة الخارجية، بل وهدد بالانتقام في حال عدم الإفراج عن رهائن غزة قبل تنصيبه. بينما تزداد سخونة النقاط الساخنة العالمية مثل سوريا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية، يظهر ترامب كقوة دافعة في السياسة الدولية حتى قبل أن يصبح رئيسًا رسميًا.
الاقتصاد في عهد ترامب
أما في مجال الاقتصاد، فيستمر ترامب في التفاخر بالارتفاعات القياسية في سوق الأسهم، وخاصة في مجال العملات المشفرة. ورغم أن وول ستريت قد شهدت نمواً مذهلاً لفترة طويلة، فإن ترامب يزعم أن سياساته الاقتصادية ستستمر في دعم هذه الارتفاعات. من جهة أخرى، فإن تحركاته الأخيرة ضد استحواذ "نيبون ستيل" على "يو إس ستيل" أثرت بشكل مباشر على أسواق الأسهم.