يُمثّل سقوط حلب في يد تحالف ميليشيات إسلامية بقيادة هيئة تحرير الشام (HTS) ,إحراجًا للرئيس الأسد وحلفائه، إيران وروسيا,كان الأسد قد استعاد حلب عام 2016 بدعم من عناصر شيعية وقصف روسي، لكن الهجوم الأخير أدى إلى سقوط المدينة في 72 ساعة فقط.
كانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حاول إلقاء اللوم على إسرائيل، متهمًا إياها بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة، ولكن الحقيقة تكمن في ضعف قوات الأسد. بحسب دبلوماسيين، الجيش السوري يعاني من ضعف حاد نتيجة الحروب خلال السنوات الماضية. هذا الضعف جعل من السهل على المتمردين استعادة المدينة.
الأمر ليس مرتبطًا فقط بالصراع الداخلي في سوريا، بل أيضًا بالمناورات الجيوسياسية لأردوغان، الذي يسعى للحد من تهديدات الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا. كما يزعجه رفض الأسد عرض المصالحة الذي قدمه لعدة أشهر، مما دفع تركيا للموافقة ضمنيًا على الهجوم على حلب.
استعدادات الهجوم كانت جارية منذ العام الماضي، وشملت تحالفات مع هيئة تحرير الشام وميليشيات مدعومة من تركيا. المراقبون يشككون في أن أنقرة لم تكن على علم بهذه الخطط. وتفيد تقارير استخباراتية أن تركيا كانت قد تدخلت لتأجيل الهجوم وتغيير توقيته.
منذ 2020، كانت الجبهات في سوريا ثابتة، لكن الهجوم الأخير غيّر التوازنات. الآن، أردوغان يمتلك دورًا محوريًا في تطور الوضع، لكن قد تكون العواقب غير متوقعة إذا استمر الهجوم جنوب حماة. يريد أردوغان الضغط على الأسد للمصالحة، التي قد تشمل سحب القوات التركية والميليشيات من الأراضي السورية.
المصالحة مع الرئيس الأسد قد تأتي بتكلفة كبيرة على الأكراد، إذ قد تشمل تقليص حكمهم الذاتي في الشمال الشرقي، كما توسع تركيا نفوذها على القرى الكردية. الأسبوع الماضي، سيطرت القوات التركية المدعومة من ميليشياالجيش الحر على معقل الأكراد في تل رفعت.
أما روسيا، فهي تركز على أولويات أخرى مثل أوكرانيا، ومع ذلك فإنها تحاول دفع الأسد نحو المصالحة مع تركيا، وهو ما قد يسهل إعادة إعمار سوريا ويضمن مصالحها الاستراتيجية.