نقل نشطاء فلسطينيون يخاطبون العالم من خلال نشر الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صورة قاتمة عن الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعيش السكان تحت حصار خانق يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.
تعيش غزة اليوم تحت وطأة حصار خانق يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لتجميل صورته عالميًا بالسماح بدخول السلع الغذائية إلى القطاع، بينما يغفل العالم حقيقة الأسعار الخيالية التي تجعل هذه السلع بعيدة المنال عن أغلب سكان القطاع.
في مشهد خادع، تبدو أسواق غزة ممتلئة بالخضار والفواكه، إلا أن كيلوغرامًا واحدًا من الموز يُباع بـ50 دولارًا (حوالي 3000 جنيه مصري)، والتفاح بأسعار مشابهة، في وقت يعاني فيه معظم السكان من الفقر المدقع بسبب الحصار والحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
المساعدات الخارجية شريان حياة وحيد
يعتمد معظم سكان غزة على التحويلات المالية من الخارج لتوفير احتياجاتهم الأساسية، وسط غياب شبه تام للدعم من المؤسسات المحلية أو الدولية. يقول أحد سكان القطاع: "لو لم تصلنا الأموال من الخارج، لكنا قد متنا من الجوع منذ فترة طويلة."
التحديات أمام المبادرات الإنسانية
حتى المبادرات المحلية لإطعام السكان تواجه تكاليف باهظة. فعلى سبيل المثال، إعداد وجبة بسيطة تكفي لـ400 شخص يتطلب ما يعادل 110 آلاف جنيه مصري، عند احتساب رسوم تحويل الأموال الباهظة التي تصل إلى 30%.
الأزمات الصحية تتفاقم
في ظل الحصار المستمر، ارتفعت أسعار الأساسيات مثل الدقيق والحفاضات إلى مستويات غير مسبوقة. فقد بلغ سعر كيس الدقيق 40 ألف جنيه مصري، بينما تجاوز سعر عبوة الحفاضات 100 دولار. أدى ذلك إلى استخدام العائلات قطع القماش بدلاً من الحفاضات، ما تسبب في انتشار أمراض جلدية بين الأطفال.
الخيام بدل المنازل
مع نزوح آلاف العائلات إلى الخيام، يعيش الأطفال في بيئة غير صحية تفاقم من معاناتهم. الرمال والأتربة تحت الخيام أصبحت مصدرًا للميكروبات، مما ينذر بانتشار أوبئة قد تكون كارثية إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
نهب المساعدات وزيادة المعاناة
مؤخرًا، أُعلن عن تعليق إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم بعد نهب خمس شاحنات محملة بالدقيق. هذا القرار أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الدقيق، مما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون ما وصفه أحد السكان بأنه "إبادة جماعية" وليس مجرد مجاعة.
نحن لا نعيش بل نصارع للبقاء
في ظل هذه الظروف، لا تقتصر معاناة سكان غزة على الجوع، بل تمتد لتشمل الأمراض، الفقر، وانعدام الأمان، بينما يواصل الاحتلال استخدام أساليب الحصار كوسيلة للضغط والإبادة البطيئة لشعب بأكمله.