عاد اسم أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، إلى واجهة الأحداث مجددًا مع تصاعد العمليات العسكرية في سوريا، خاصة بعد وصول قوات المعارضة إلى مدينة حلب. قائد الجماعة المصنفة إرهابية دوليًا يثير الجدل مجددًا بين ارتباطه السابق بتنظيم القاعدة ومحاولاته الراهنة لإعادة تقديم نفسه كزعيم مدني يسيطر على مناطق استراتيجية في الشمال السوري. ويُعد الجولاني شخصية محورية تجمع بين العمليات العسكرية والدبلوماسية والإدارة المحلية.
من هو أبو محمد الجولاني؟
1. الظهور الأول على الساحة
برز الجولاني على الساحة السورية مع اندلاع الثورة في عام 2011، وسرعان ما أصبح أحد أبرز قادة المعارضة المسلحة. يقود هيئة تحرير الشام، أكبر الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، التي تسيطر على مساحات واسعة من إدلب وأجزاء من حلب واللاذقية وحماة.
2. زعيم جماعة مصنفة إرهابية
يتزعم الجولاني هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل دول غربية وإسلامية ومجلس الأمن الدولي. الجماعة تسيطر على مناطق واسعة في إدلب وأجزاء من حلب واللاذقية وحماة.
3. أيديولوجيا متشددة تتغير
بدأ الجولاني مسيرته مرتبطاً بتنظيم القاعدة، لكنه تبنّى أجندة أكثر محلية لاحقاً، فرغم نشأته المرتبطة بتنظيم القاعدة، حاول الجولاني إبعاد جماعته تدريجيًا عن الفكر الجهادي العالمي.
4. حكم على أساس الشريعة
أقامت هيئة تحرير الشام تحت قيادته بتبني أجندة تعتمد على إقامة نظام حكم إسلامي متشدد للشريعة الإسلامية في إدلب. مع تأسيس محاكم، قوات شرطة، وهيئات إدارية، تحت مظلة حكومة الإنقاذ، الذراع الإدارية للجماعة.
5. إدارة مناطق استراتيجية
تُعد إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، منطقة ذات أهمية استراتيجية لقربها من الحدود التركية، ما يجعلها ساحة تنافس إقليمي ودولي. تحت قيادة الجولاني، توازن الهيئة بين العمليات العسكرية وإدارة الحياة اليومية، رغم اتهامات قمع المعارضة وفرض سيطرة صارمة على المنطقة.
6. حكومة الإنقاذ
في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، تدير الجماعة ذراعاً إدارية تُعرف بـ"حكومة الإنقاذ"، والتي تتولى تقديم الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والاقتصاد.
7. اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان
تواجه الهيئة اتهامات واسعة النطاق بممارسة التعذيب ضد المعتقلين وقمع المعارضين والمظاهرات الشعبية المناهضة لحكمها، ورغم نفيه هذه الاتهامات، دعا الجولاني المنظمات الدولية لزيارة السجون وتقييم الأوضاع.
8. شائعات عن وفاته
على مر السنوات، انتشرت تقارير عدة عن وفاة الجولاني، لكنها ثبتت عدم صحتها، ليظل الرجل في واجهة المشهد السوري.
9. الابتعاد عن صورة الإرهاب
سعى الجولاني لتغيير صورته كقائد جهادي وتحويل نفسه إلى زعيم مدني، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تصنفه إرهابيًا وتعرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
10. قائد متعدد الأدوار
نجح الجولاني في الجمع بين العمليات العسكرية والسياسية وإدارة مناطق المعارضة والمفاوضات الدبلوماسية وإدارة الحياة اليومية في إدلب، ليصبح شخصية محورية في الصراع السوري المستمر.
يبقى أبو محمد الجولاني في دائرة الجدل في المشهد السوري، يجمع بين قدرته على البقاء في وجه التحديات ومحاولاته المتواصلة لإعادة تعريف دوره في صراع لم ينتهِ بعد. ممثلاً أحد أوجه النزاع الذي يعصف بسوريا منذ أكثر من عقد.