اجتاحت جماعة "هيئة تحرير الشام" المسلحة مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، في هجوم غير مسبوق يعد الأخطر على سيطرة الحكومة السورية منذ سنوات.
وظهرت بعض العناصر الإرهابية وهم يتجولون في شوارع المدينة، يلتقطون الصور قرب قلعتها التاريخية، ويحطمون رموز حكم الرئيس بشار الأسد.
استيلاء الإرهابيين على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير اطلعت عليه "بلدنا اليوم" أن الهجوم، الذي بدأ مطلع الأسبوع، شهد استيلاء الإرهابيين على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا، بما في ذلك بلدات استراتيجية مثل كفرنبل، قبل أن يتوغلوا نحو مدينة حماة. ونُشرت مقاطع مصورة تظهر مسلحين وسط المدينة، ما يثير تساؤلات حول قدرة الجيش السوري على التصدي لهذا التقدم السريع.
ورغم إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش السوري، بدعم من الطائرات الحربية الروسية، نجح في صد الهجمات وتعزيز خطوط الدفاع، فإن التقارير الميدانية من المعارضة تشير إلى استمرار الغارات الجوية الكثيفة في ريفي إدلب وحلب.
من جهتها، وصفت موسكو الهجوم بأنه "انتهاك صارخ لسيادة سوريا"، وأكدت استعدادها لتعزيز دعمها العسكري لدمشق في الأيام المقبلة.
يذكر أن الطائرات الحربية الروسية والسورية شنت غارات مكثفة على مواقع الميليشيات الإرهابية في ضواحي حلب، وفقًا لمصادر عسكرية سورية، بعد هجوم مفاجئ شنه مقاتلو التنظيمات الإرهابية مساء الجمعة، في أول اختراق لهم للمدينة منذ طردهم منها قبل نحو 10 سنوات.
الهجوم، الذي قادته جماعة "هيئة تحرير الشام" الإرهابية المسلحة، والذي يشكل التحدي الأكبر لحكومة الرئيس بشار الأسد منذ سنوات، مما أعاد التوترات إلى واجهة المشهد السوري بعد سنوات من الجمود النسبي في الحرب الأهلية منذ عام 2020، والذي يكشف عن هشاشة الوضع العسكري في المناطق الشمالية.
وكانت روسيا الداعمة الرئيسية للنظام السوري قد تعهدت منذ تدخلها العسكري في 2015، بإرسال مساعدات عسكرية إضافية إلى دمشق خلال 72 ساعة، حسبما نقلت «روسيا اليوم».
جدير بالذكر أن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد على دعمه لقوات الجيش السوري قائلًا: "ندعم السلطات السورية في جهودها لاستعادة النظام الدستوري في أسرع وقت ممكن".
يذكر أن مدينة حلب كانت تحت سيطرة الجيش السوري منذ 2016، بعد معركة ضارية بمساعدة روسية وإيرانية، لتظل إحدى أبرز محطات الصراع السوري المستمر.
وفي سياق متصل، أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكدًا موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه عبدالعاطي، بنظيره السوري بسام صباغ من أجل مناقشة أخر التطورات على الساحة السورية، حسب بيان رسمي لوزارة الخارجية.