تحركت الميلشيات المسلحة في سوريا لفرض سيطرتها على حلب بمجرد إعلان اتفاق النار بين إسرائيل ولبنان، فيما يبدو أنه استغلالًا للوضع، أو تحركًا بترتيبات مع الاحتلال.
اهتمت الصحف الإسرائيلية بالأحداث في سوريا، وعرضت وجهات نظرها في الأحداث، ومن بينها صحيفة جيروزاليم بوست.
تناولت صحيفة جيروزاليم بوست في تحليل للكاتب سيث جيه فرانتزمان التطورات الأخيرة في سوريا، حيث أشار إلى أن النظام السوري يواجه خطر فقدان مدينة حلب لصالح الميلشيات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، معتبرًا أن هذا التغير الكبير يعود إلى تراجع النفوذ الإيراني نتيجة الضربات الإسرائيلية المكثفة، إلى جانب انشغال موسكو بالصراع الأوكراني.
إيران والنظام السوري في مأزق
يرى الكاتب أن اللحظة الراهنة تمثل مفترق طرق مهمًا للنظام السوري وحلفائه. فمنذ استعادة حلب عام 2016 بدعم من إيران وروسيا، كانت المدينة رمزًا لانتصارات النظام، لكن الآن، يبدو أن الميلشيات المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، عادت لتشكل تهديدًا خطيرًا.
وفق التحليل، فإن الدعم الإيراني الذي كان حاسمًا في السنوات السابقة يعاني ضعفًا ملحوظًا. ويعود ذلك إلى تركيز إيران على دعم ميليشياتها في المنطقة، وتأثرها بالضربات الإسرائيلية الموجهة للبنية التحتية العسكرية واللوجستية الإيرانية في سوريا.
التحولات الإقليمية والدولية
أشار الكاتب إلى أن النظام السوري اعتمد بشكل كبير على التحالف مع إيران وروسيا، لكن هذا التحالف يواجه ضغوطًا متعددة.
- روسيا: انشغالها بالحرب في أوكرانيا منذ 2022 قلل من قدرتها على تقديم دعم حاسم للنظام السوري.
- إيران: ضعف تأثيرها في سوريا نتيجة تصعيد إسرائيل لضرباتها على الميليشيات التابعة لها، مثل حزب الله، الذي كان سابقًا عنصرًا أساسيًا في دعم العمليات العسكرية للنظام.
- الدعم التركي للميليشيات: يرى الكاتب أن تركيا استغلت هذه الفرصة لتعزيز دور المعارضة المسلحة، مما يزيد الضغط على دمشق.
هيئة تحرير الشام.. "فصيل مستقل بقوة متجددة"
بحسب المقال، فإن هيئة تحرير الشام، التي لها جذور مرتبطة بتنظيم القاعدة، برزت كواحد من أقوى الميلشيات المعارضة على الأرض، وقد حققت في الأيام الأخيرة تقدمًا ميدانيًا كبيرًا، حيث سيطرت على عشرات القرى في محيط حلب، ووضعت النظام في موقف دفاعي ضعيف.
ويرى الكاتب أن هذه التطورات تمثل تذكيرًا بالمشهد الذي شهده العراق عام 2014، عندما انهار الجيش العراقي أمام تنظيم داعش، فالآن، يواجه النظام السوري سيناريو مشابهًا.
تداعيات محتملة على المنطقة
يشير التحليل إلى أن فقدان حلب قد يجبر النظام السوري على إعادة توزيع قواته، مما يضعف دفاعاته في مناطق أخرى من البلاد. هذه التحولات قد تفتح المجال أمام داعش لاستغلال الفراغ الأمني، والميليشيات العراقية لتحريك نفوذها داخل سوريا، وتهديد استقرار الحدود الإسرائيلية، خاصة في مرتفعات الجولان.
ويخلص الكاتب إلى أن الأزمة في حلب ليست مجرد معركة محلية، بل هي جزء من صراع أوسع بين القوى الإقليمية والدولية، قتراجع السيطرة الإيرانية في سوريا يعني تهديدًا مباشرًا للمحور الذي يعتمد عليه النظام السوري، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات استراتيجية تمتد تأثيراتها إلى إسرائيل، التي أعلنت مرارًا أنها لن تسمح بزيادة نفوذ إيران في المنطقة.