ينتقدوني لأنني مؤثرة
آرائي شخصية ولا ألزم بها أحدًا
انتظروني في فيلم من واقع الحارة المصرية "مختلف"
الساحة الفنية بحاجة إلى أعمال تاريخية تبرز دور المرأة القوية
فنانة فريدة، تطير في عالمها الخاص، أجنحتها تحملها فوق كل التوقعات، لا تتردد في تحدي الأعراف، تقدم أدوارًا لا تنسى، لإنها الفنانة الجميلة إلهام شاهين.
من بين الفنانات اللاتي قدمن أدوار المرأة القوية بحرفية عالية، استطاعت أن تخطف قلوب الملايين وتترك بصمة في أذهان جمهورها.
كعازف يعزف بدقة على أوتار رقيقة، نجحت على مر السنين في كسب حب الجمهور، وتميزت عن جيلها بأسلوب الأداء السهل الممتنع، حجزت لنفسها مكانًا مرموقًا في عالم الفن، وملأت مشوارها بالنجاحات والتطورات، منذ بداياتها، حرصت على تقديم ما يميزها عن الآخرين.
تستعد إلهام شاهين لتصوير فيلم "الحب كله" في الفترة المقبلة، الأمر الذي دفعنا لإجراء حوار معها، لتكشف لنا عن تفاصيل العمل، والطموحات التي تسعى إليها، فـ إلى نص الحوار..
بداية.. كيف أثرت حادثة حريق مدينة الإنتاج الإعلامي على سير العمل في فيلمك "الحب كله"؟ وما هي الصعوبات التي وجهتموها؟
أدى الحريق إلى تأجيل تصوير الفيلم إلى حين العثور على موقع بديل مناسب لاستكمال المشاهد، هذا التأجيل يمثل التحدي الأكبر الذي واجهنا بعد الحادث، حيث أدى إلى اضطراب الجدول الزمني للإنتاج.
خطواتك في السينما دايما محسوبة.. ما الذي جذبك إلى قصة فيلم "الحب كله"؟
جذبني إلى الفيلم هو واقعيته الشديدة وقربه من حياة الناس، أحببت الطريقة التي تناولت بها القصة مشاكل لحارة المصرية بشكل جيد، مع الحفاظ على عمق الشخصيات، الشخصية التي أقدمها قريبة من قلبي.
لماذا اخترتم عنوان "الحب كله" للفيلم؟ وهل هناك دلالة خاصة لهذا العنوان بالنسبة للقصة؟
لم نختار عنوان "الحب كله"، بل جاء من الكاتب سيد فؤاد، نرى أن العنوان يحمل دلالة عميقة تتجاوز مجرد اسم، فهو يعكس فكرة أن كل فرد منا لديه نوع خاص من الحب يشعر أنه الحب الكامل، هذه الفكرة ستتضح بشكل أكبر من خلال أحداث الفيلم.
فإن اختيار أسماء أفلام مستوحاة من الأغاني أمر شائع وناجح، وأنا متفائل كثيرًا بنجاح فيلم "الحب كله" كما نجح فيلم "يا دنيا غرامي" سابقًا، فكلاهما يحملان في طياتهما قصصًا قريبة من قلوب المشاهدين، والأسم مناسب للعمل بشكل كبير.
ما السبب وراء تركيز رجال الدين على انتقاد تصريحات الفنانة إلهام شاهين وتقييمها من منظور الحلال والحرام؟
بصراحة، لا أعلم السبب الدقيق وراء هذا التركيز على آرائي وتقييمها من منظور ديني، ربما يكون الأمر يتعلق بوصولي إلى جمهور واسع يؤثر فيهم، مما يدفع بعض الأشخاص إلى محاولة توجيه هذا التأثير، ولكنني أرى أن آرائي شخصية وليست أحكامًا نهائية، ولا ألزم بها أحدًا، ربما يكون هناك نوع من الخوف من تأثيري، وهذا ما يدفعهم للرد على تصريحاتي.
بعد تجربتك الإنتاج، لماذا لم تكرري التجربة؟
إن شاء الله سأكرر تجربة الإنتاج، أعتقد أن توقفي السابق كان بسبب الظروف الصعبة التي مررت بها، ففترة الثورة والفوضى أثرت بشكل كبير على توزيع فيلمي الأخير، كما أن التوزيع الخارجي كان سيئًا للغاية مما أدى إلى خسارة مالية كبيرة، ولكن، حبي للسينما المصرية يدفعني للاستمرار.
في العام الماضي، شاركت في مسلسل "الفريدو" الذي تناول موضوعًا جديدًا ومهمًا هو مرض الزهايمر، حقق نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور والنقاد، كما شاركت في مسلسل "بطلوع الروح" الذي عرض في رمضان السابق، وحقق نجاحًا لافتًا.
بالإضافة إلى ذلك، تم ترشيحي لأفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوري في فيلم "حظر التجول" الذي حصد العديد من الجوائز، هذه الأعمال تثبت حرصي على تقديم أعمال فنية ذات قيمة، حتى وإن لم أكن منتجة لها، فهدفي الأول هو خدمة السينما وتقديم أعمال تلامس القلوب.
أوضح ذلك ردًا على ما يتردد من جمهوري حول غيابي عن الساحة الفنية، فبعضهم يتساءل عن سبب عدم ظهوري بشكل مستمر، أود أن أؤكد لهم أنني أقدم عملًا فنيًا جديدًا كل عام، وأعتقد أن هذا يكفي لإثبات وجودي واستمراري، أنا اختار أعمالي بعناية، وأحرص على تقديم أعمال ذات قيمة فنية عالية تستحق الانتظار، فأنا أقدر حب جمهوري وتوقعاتهم، ولا أرغب في خيبتهم بأعمال رديئة أو عابرة، لذلك، أركز على تقديم أعمال مميزة ومختلفة في كل مرة.
كيف توازنين بين رغبتك في تقديم أعمال مبتكرة وبين الحاجة إلى تقديم أعمال تجارية ناجحة؟
أحرص في كل عمل أقدمه، سواء في السينما أو الدراما، على أن تكون كل خطوة مدروسة ومبتكرة، أسعى دائمًا لتقديم موضوعات جديدة وغير مستهلكة، لم يتطرق إليها أحد من قبل، فمثلًا، فيلمي "حظر التجول" تناول موضوعًا حساسًا وشائكًا مثل زنا المحارم، وهو موضوع لم يتم استكشافه في السينما العربية من قبل، كذلك، قدمت في مسلسل "بطلوع الروح" شخصية فريدة وهي زعيمة كتيبة نسائية في تنظيم داعش، وهو دور نسائي قوي لم يسبق تقديمه في هذا السياق.
إن البحث عن الجديد والمختلف هو شغفي، لكنه ليس بالأمر السهل، فالعثور على أفكار مبتكرة يتطلب الكثير من الجهد والوقت، ورغم ذلك، فإنني أجد نفسي مضطرة إلى الغياب لفترات حتى أستطيع تقديم عمل يرضي طموحي وطموح جمهوري الذي ينتظر مني دومًا شيئًا جديدًا ومميزًا.
كيف تتأثرين نفسيًا بالانتقادات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أتعامل معها بشكل مختلف حسب طبيعتها، فبالنسبة للانتقادات البناءة التي تستهدف الدور الفني الذي أقدمه، فأنا أقدرها وأستفيد منها بشكل كبير، فالنقد هو مرآة تعكس لنا أوجه القصور، ويساعدنا على التطور والتحسن، أما الانتقادات الشخصية التي تستهدف الفنان كشخص، فأنا أرى أنها تجاوز غير مقبول، فالفنان إنسان له مشاعره واحتياجاته، ولا يجب تجاوز هذه الحدود.
بعد تاريخًا فنيًا حافلًا بالأعمال المميزة.. هل هناك شخصية معينة تتمنين تجسيدها في عمل فني جديد؟
أتمنى تجسيد أدوار تاريخية، إلا أنني لم أتمكن من تحقيق ذلك لاعتبارات إنتاجية تتعلق بتكلفة المشروعات، لقد حاولت جاهدة إطلاق مشروعين فنيين، الأول فيلم عن حتشبسوت والثاني مسلسل شجر الدر، ولكن للأسف لم يكتمل أي منهما، أرى أن الساحة الفنية العربية بحاجة ماسة إلى أعمال تاريخية تعكس دور المرأة القوية، لا سيما وأن حتشبسوت تعد أول امرأة تحكم في التاريخ.
من المؤسف أن مصر لم تستغل هذا الإرث العريق، على عكس ما فعلته امريكا مع شخصية كليوباترا، ومصر لم تقدم عملًا فرعونيًا، أيضًا شخصية شجر الدر كانت امرأة قوية وحكمت في ظروف صعبة، وأتمنى أن أتمكن من تجسيدها في عمل فني يليق بتاريخنا العريق.