مع بداية الحرب في أكتوبر 2023، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على فصائل المقاومة في المنطقة، وتحديداً حماس وحزب الله، وبعد مرور عام، ربما تكون إسرائيل قد نجحت في تحقيق هذا الهدف، لكنها فشلت في العديد من الأهداف الأخرى.
إن أحد المكاسب الرئيسية التي حققتها قوة الاحتلال الإسرائيلية منذ بدء الحرب قبل عام هو القضاء على قادة المقاومة الرئيسيين في غزة ولبنان من خلال ما يسمى بالاغتيالات "المستهدفة".
فمن خلال هيمنتها على الجو وتفوقها الاستخباراتي التقني، أظهرت قدرتها على استهداف أي شخص في أي مكان، وبث الرهبة بين أعدائها وإعادة تأهيل قدرتها المحطمة على الردع.
وقد وجهت ضربة قاصمة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو، لكنه أثار في الوقت نفسه شبح التصعيد غير المسبوق في منطقة لا تعاني من الدمار الإسرائيلي لغزة والمواجهة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية فحسب، بل وأيضاً الصراعات المستمرة في سوريا واليمن والسودان وأماكن أخرى.
وقبل ذلك، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل محمد ضيف في هجوم جوي على خان يونس في غزة في 13 يوليو ولم يتم تأكيد "التقييم الاستخباراتي" الذي أجرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على الإطلاق.
وكان الضيف أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأحد العقول المدبرة لعملية القوات الخاصة في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، وقد نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية.
كما قتلت قوات الاحتلال جميلة الشنطي، أول امرأة تصبح عضواً في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، في غارة جوية على منزلها في 18 أكتوبر 2023، وهي ثالث مكتب سياسي يستشهد بعد عملية طوفان الأقصى.
وفي عام 2024، زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها قتلت نائب قائد كتائب عز الدين القسام مروان عيسى في هجوم على مخيم النصيرات وسط غزة في مارس، ورأفت سلامة قائد كتيبة خان يونس في كتائب القسام في هجوم على معسكر النصيرات وسط غزة في مارس مداهمة مخيم المواصي للنازحين في يوليو.
وتحتفظ قوات الاحتلال الإسرائيلي بخسائرها في طي الكتمان، ويعتقد على نطاق واسع أن معدلات الضحايا لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كاف.
لكن مجموعة واحدة من الأرقام الرسمية تقدم بعض المعلومات عن الحجم، وفي منتصف أغسطس، وأفادت إدارة إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية أنها استقبلت 10056 جندياً جريحاً منذ بداية الحرب، أي بمعدل أكثر من ألف إصابة جديدة كل شهر.
وقد عالج المستشفى أكثر من 3700 إصابة في الأطراف، و192 إصابة في الرأس، و168 إصابة في العين، و690 إصابة في النخاع الشوكي، و50 مبتور الأطراف.
وذكرت إدارة إعادة التأهيل أيضًا أن 35 بالمائة من الجنود الذين عالجتهم كانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وأن 37 بالمائة عانوا من صدمات جسدية.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية ووسائل الإعلام الرسمية الأخرى، قُتل 690 جندياً وضابطاً منذ بداية الحرب، بما في ذلك 330 في معارك برية في غزة. بالإضافة إلى ذلك، تم التعرف على نحو 850 جثة لإسرائيليين وأجانب حتى الآن، بما في ذلك 348 من الجيش الإسرائيلي و240 رهينة.
وحتى الآن، كلفت الحرب إسرائيل ما يقرب من 53 مليار شيكل نحو 14 مليار دولار وبلغ الإنفاق العسكري والأمني الإسرائيلي 33 مليار شيكل.
وبلغت الأضرار التي لحقت بالمستوطنات الأربع والعشرين في غلاف غزة نحو 10 مليارات شيكل، وتقدر الأضرار التي ألحقتها صواريخ حماس وحزب الله بخمسة مليارات شيكل، بينما كانت هناك حاجة إلى ملياري شيكل أخرى لتغطية نفقات المستوطنات الأخرى.
وتم إجلاء أكثر من 250 ألف إسرائيلي من الأطراف الإقليمية لإسرائيل بالقرب من غزة والحدود مع لبنان، وتم تخصيص ما يقدر بـ 12 مليار شيكل لدعم الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، بما في ذلك 6.4 مليار شيكل لإيوائهم في 438 فندقًا ومرافق إخلاء.