كشفت وثائق استخباراتية، عن تفاصيل تتعلق بالدعم الإيراني لحركة حماس، إذ تُظهر ملاحظات مسربة تتألف من أربع عشرة صفحة، مشفوعة برسومات توضيحية، تفاصيل حول تدريب أعضاء حماس في إيران.
وثائق استخباراتية تكشف كيفية تصميم طائرات بدون طيار
وتشير وثائق استخباراتية التي اطلعت عليها "بلدنا اليوم" إلى كيفية تصميم طائرات بدون طيار ورؤوس صواريخ محلية الصنع، ضمن برنامج يهدف إلى تمكين الحركة من تصنيع أسلحة بدائية لكنها فعالة في مواجهة القوات الإسرائيلية في شمال غزة.
ورغم تعرض بنية حركة حماس لضغوط كبيرة جراء العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، استمر عناصر من حماس في التحصن داخل مناطق شمال القطاع، مستخدمين أسلحة محلية الصنع للتصدي للتقدم الإسرائيلي.
ووفقاً لمحللين عسكريين، فإن هذا التكتيك يأتي تماشياً مع استراتيجية طهران الموجهة نحو دعم حماس بطرق غير تقليدية، تسمح لها بمقاومة الهجمات وإطالة أمد الصراع.
تحتوي الملاحظات على رسومات ومخططات تقنية، توضح تفاصيل حول كيفية تصنيع الطائرات المسيرة محلياً، إلى جانب تقنيات تطوير الصواريخ محلياً.
وتشير هذه وثائق استخباراتية إلى أن التدريب في إيران يشمل وحدات خاصة من الحركة، يتم إرسالها للتمرن على صناعة الأسلحة والاستفادة من التكنولوجيا البسيطة لصنع معدات يمكن الاعتماد عليها في بيئات قتالية غير تقليدية. ويعتمد هذا التدريب على تصنيع الأسلحة محلياً بوسائل بسيطة نسبياً، بهدف تجاوز العقوبات والقيود المفروضة على وصول الأسلحة التقليدية إلى غزة.
ويعتقد محللون أن هذا النوع من التدريب يساعد حماس في توفير إمدادات مستمرة من الذخائر، رغم الحصار المفروض، ما يمنحها القدرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمتلك منظومات متطورة، مثل نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ.
تؤكد التقارير الاستخباراتية أن الحرس الثوري الإيراني يشرف بشكل مباشر على هذه التدريبات، حيث يتم تعليم عناصر حماس كيفية تطوير طائرات مسيرة قادرة على نقل متفجرات لمسافات محددة، إلى جانب تقنيات تصنيع الصواريخ بعيدة المدى.
وتوضح التقارير أن إيران تستخدم هذا البرنامج ليس فقط لدعم حماس، بل أيضاً كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في المنطقة، من خلال بناء قدرات قتالية غير تقليدية لدى الجماعات المتحالفة معها.
وأصبحت هذه الأسلحة المصنعة محلياً عاملاً رئيسياً في استراتيجية حماس القتالية، حيث تستخدم الحركة الصواريخ والطائرات المسيرة بكثافة خلال المواجهات الأخيرة.
وقد تمكنت هذه الأسلحة، رغم محدودية دقتها وقدرتها التدميرية مقارنة بالأسلحة التقليدية، من إرهاق الدفاعات الإسرائيلية وإحداث اضطرابات مؤقتة في المدن الإسرائيلية القريبة من القطاع.
في الوقت نفسه، يشير خبراء إلى أن الاستمرار في استخدام هذه الأسلحة المصنعة محلياً يظهر تحدياً أمام القدرات الإسرائيلية المتقدمة، إذ يسمح لحماس بإبقاء الصراع مشتعلاً لأطول فترة ممكنة وبأقل تكلفة مادية.