أكد الخبير الاقتصادي ياسين أحمد أن الجنية المصري شهد استقرارًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الأخيرة خاصة وما بعد عملية تحرير سعر الصرف وتوحيده وتقليل دور السوق السوداء في السوق المصري وهو ما ادي الي استقرار العملة المحلية.
وأضاف "ياسين " في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أنه بالرغم من تراجع إيرادات قناة السويس والسياحة بسبب التوترات في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر والتي أثرت سلباً علي الملاحة في قناة السويس وتخفيض عدد السفن العابرة في القناة مما أدى إلي تقليل إيراداتها ، ولكن بالرغم من انخفاض إيرادات مصر الدولارية من قناة السويس والسياحة ، مازال الجنية صامداً أمام العملات الأجنبية بسبب ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وارتفاع تعاملات الموطنين مع الجهاز المصرفي خاصة بعد توحيد سعر الصرف وهو بدوره ادي الي توافر الدولار في الجهاز المصرفي وهو ما دعم العملة المحلية في السوق بسبب أيضا تنازل المصريين عن الدولار والعملات الأجنبية وتحويلها إلي جنية مصري عبر البنوك والمصارف الحكومية.
في ظل عدم وجود سوق موازية، فإن تحويلات المصريين بالخارج والمصريين الذين يمتلكون العملات الأجنبية في السوق المصري سوف يتعاملون مباشرة مع البنوك وبالتالي ستزيد التعاملات الرسمية وهو ما يؤدي إلي زيادة العرض من العملات الأجنبية وبالتالي يقلل الضغط علي العملة المحلية.
وأوضح "ياسين" أن مجموعة بريكس تلعب دور هاما علي المستوي الاقتصادي العالمي حيث بلغت 31.5% من الاقتصاد العالمي بنهاية 2022.حيث بلغ حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، نحو 26 تريليون دولار، تسيطر مجموعة بريكس على حوالي 17% من التجارة العالمية.
استفادة مصر من مجموعة دول البريكس
انضمام مصر لمجموعة بريكس فإنها ستكون خطوة إيجابية للاقتصاد المصري بسبب تسهيل عملية التبادل التجاري بالعملات المحلية بين مصر ودول البريكس، الامر الذي يؤدي الي حل الأزمة التي تعاني منها البلاد في الوقت الحالي , إضافة إلى أن انضمام مصر لمجموعة بريكس سيسهل تبادل ونقل الخبرات في جميع المجالات من دول البريكس وبالتالي يؤدي الي تطوير ملحوظ في القطاعات الاقتصادية.
كما أنها ستعمل علي تسهيل استيراد السلع الغذائية من دول بريكس وبالتالي سيقل الطلب علي الدولار مما يؤدي الي تخفيف الازمة الدولارية في مصر في حالة اجراء عملية الاستيراد بالعملات المحلية سيؤدي الي تراجع اسعار السلع في مصر.
مثال بسيط، في حالة استيراد السلع بالعملات المحلية فإننا يجب ان نأخذ في الاعتبار أن مصر تستورد ما يقرب من 10 مليون طن منها حوالي 60% من دولة روسيا فقط ، وبالتالي في حالة التبادل سيكون مرهون بالعملات المحلية وليس الدولار مما يؤدي الي تخفيف حدة الضغوط على الجنيه المصري وسيقلل من الطلب علي الدولار لانه سيصبح ليس له دوراً في التجارة بينهم، وهذا سينطبق علي السلع الاستراتيجية الاخري التي تستوردها مصر من الهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا.
القضاء على هيمنة الدولار
مجموعة بريكس ستؤثر علي مؤشر الدولار الأمريكي ولكن في فترة طويلة الأجل وليس ف الوقت الحالي لان الدولار الأمريكي يعتبر جذوره مازالت راسخة في اقتصاديات دول العالم وتجارتها الدولية وهذا امر ليس بالسهل التخلص منه ولكن يمكن ان يفقد الدولار الأمريكي ثقله ومركزه العالمي ف التجاره بين الدول عند إصدار بريكس عمله موحده او التعامل رسميا بالعملات المحلية وليس الدولار في هذه الحالة لن تكون مصر مضطرة لخفض سعر الصرف او مضطره لاحتياج الدولار في التجارة الدولية وخاصة ان دول بريكس تمثل شريك تجاري ضخم مع مصر.