تحاول الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على إسرائيل للقبول بهدنة لوقف إطلاق النار في لبنان، إذ أن هيئة البث الإسرائيلي كشفت عن مسودة قدمت إلى لبنان تنص على هدنة أولية 60 يوما.
واستبعد الدكتورفريد سعدون، أستاذ العلوم السياسية، عميد كلية الآداب بجامعة الحسكة، توصل حزب الله وإسرائيل إلى هدنة لوقف إطلاق النار، قائلا: إن نتنياهو لا يريد التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ولا يريد لهذه الحرب أن تنتهي، لأن نهايتها تعني تحرك رئيس حكومة الاحتلال للحكم، ومحاكمته.
وأضاف سعدون في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الإدارة الإسرائيلية تعتزم تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب لتحقيق سلام عربي إسرائيلي نابع من دعمه إلى محمود عباس الرئيس الفلسطيني، ولكن ليس بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن تل أبيب لن تقبل في لبنان إلا بتطبيق القرار الأممي رقم 1701 الصادر في عام 2006 بعد الحرب بين لبنان وحزب الله، والذي ينص على انسحاب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، ويتسلم الجيش اللبناني الحدود حتى يعود سكان الشمال لبيوتهم والمستوطنات الإسرائيلية.
واستبعد سعدون اندلاع حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، مرجعًا ذلك إلى عدة أسباب أبرزها: التباعد الجغرافي بين البلدين لذلك في حال توتر الوضع فلا يصل إلى استخدام الجيوش النظامية في هذه الحرب.
وتابع: أن السبب الثاني يتمثل في حرص الولايات المتحدة الأمريكية على عدم انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية، كما تطالب بعدم استهداف منشآت نووية أو البنية التحتية الحساسة في كلا البلدين.
وأوضح فريد سعدون، أن هناك محاولات أمريكية مكثفة للضغط على إسرائيل لعدم استهداف منشآت نووية إيرانية حال ردها على طهران بالفترة المقبلة، مؤكدًا أن اندلاع حرب مباشرة بين الطرفين سيؤدي إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة.
وأردف: أن واشنطن تخشى استهداف إسرائيل لمنشآت إيرانية نفطية، الأمر الذي سيؤدي إلى خلق أزمة عالمية في النفط، ويسفر في النهاية عن ارتفاع أسعاره عالميًا ما يتسبب في الضرر بأمريكا.
واستطرد: أن استهدف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى خروج إشعاعات نووية، وبالتالي سيؤثر على الجنود الأمريكية الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط والقواعد العسكرية الأمريكية.
وأكد عميد كلية الآداب جامعة الحسكة، أن إيران تمتلك أوراق ضغط كثيرة أبرزها الاقتصادية والتي تتمثل في إغلاق مضيق هرمز ما يؤدي إلى تعطيل حركة التجارة العالمية، وبالتالي تغلق أهم شريان تجاري عالمي في المنطقة الإمدادات النفط في الخليج العربي والعراق.
ونوه أستاذ العلوم السياسية، إلى أن واشنطن تخشى إذا ردت تل أبيب على طهران أن تستهدف الأخيرة القواعد الأمريكية في الخليج العربي.
وأوضح أن أمريكا والدول الغربية تعمل على تشكيل قوى الشرق الأوسط منذ فترة طويلة تجاوزت 50 عامًا وبدأت مع حرب أفغانستان والعراق، وإعادة تشكيل مليشيات جديدة متشددة.
وتابع: أن كونداليزا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كانت قد كشفت أن ملامح الشرق الأوسط الجديدة ستتبين في عام 2030، والذي نقترب منه الآن وخلال 6 سنوات ستكون الأمور أكثر وضوحا وبدأت تظهر ملامح ذلك في فلسطين، ولبنان وسوريا، يعقبها تغير في إيران وتركيا لاحقا، وكلها ترتيبات وأجندات تم الترتيب والإعداد لها سابقا تم التمهيد لها وفقا لمصالح القوى العالمية العظمى وعلى رأسهم أمريكا، منها أيضا الحرب الروسية الأوكرانية.
واستكمل: أنه عندما نضع إسرائيل وإيران نجد أن تل أبيب متفوقة تكنولوجيا وعسكريا، مقابل أزمات اقتصادية حادة مع إيران وخلافات على الحدود مع باكستان بجانب الانقسامات الداخلية بين القوى السياسية والمتشددين في الحرس الثوري الإيراني، والتي ستكون أحد أهم الأسباب الرئيسية في عدم تحقيقها لأي انتصار في حال الدخول بحرب، في المقابل الخلافات بين حكومة نتنياهو والمعارضة الإسرائيلية، والتي تسببت في تراجع شعبية رئيس حكومة الاحتلال، ولكن تل أبيب تحظى بدعم سياسي ومالي وعسكري وتزويد بمعدات والأسلحة الحديثة من أمريكا وبعض الدول الأوروبية والتي تعد أبرز نقاط قوتها في حال اندلعت حرب مع طهران.
وأختتم حديثه قائلا: أن أمريكا لن تسمح بانهيار إيران لأنه سيؤثر على النظام العالمي في ملف النفط ولاسيما الحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقات مع تركيا وبعض الدول العربية، لذلك ستحرص أمريكا على ألا تخرج المناوشات بين طهران وتل أبيب عن قواعد الاشتباك الرسمية، مع تقليص الأجنحة الإيرانية في المنطقة بشكل كبير دون الدخول في حرب مباشرة.