الكنيست يقرّ حظر الأونروا.. تصعيد إسرائيلي يثير قلق واشنطن وأوروبا

أثار ردود فعل سلبية على الصعيد الدولي، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا يمنع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من العمل داخل الأراضي الإسرائيلية.

أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا جديدًا يمنع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من ممارسة أنشطتها داخل إسرائيل، مما أثار انتقادات واسعة على المستوى الدولي.

تفاصيل التشريع وتأثيراته

بحسب ما أفادت به وكالة "رويترز"، تم التصويت على هذا القانون الذي يمنع "الأونروا" من تقديم خدماتها في الأراضي المحتلة، ويعوق تواصل موظفي الوكالة مع المسؤولين الإسرائيليين، مما يحد من قدرتهم على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

هذا الإجراء أثار قلقًا عالميًا كبيرًا، حيث أعربت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن مخاوفها من تأثير هذا التشريع على تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين، والذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة.

اتهامات بالتدخل الأمريكي

في سياق الأحداث، أفادت صحيفة "سي إن إن" بأن النائبة الإسرائيلية "يوليا مالينوفسكي" تقف وراء مشروع القانون، حيث اتهمت السفير الأمريكي في إسرائيل، "جاكوب ليو"، بالتدخل في العملية التشريعية والتواصل مع زعماء المعارضة مثل أفيجدور ليبرمان ويائير لابيد وبيني جانتس لعرقلة القانون. واعتبرت أن هذا التدخل "غير مقبول".

مخاوف دولية

وقد تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن هذا التشريع، حيث عبّر وزراء خارجية كندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة في بيان مشترك عن "قلقهم البالغ". وأكد الوزراء أن "الأونروا" تقدم خدمات إنسانية حيوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن، وأن إيقاف عملها قد يعيق توزيع المساعدات الإنسانية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والوقود، مما قد يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، خاصة في غزة.

الأزمة الإنسانية في غزة

في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون. وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى أن "الدمار والحرمان الناجمين عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة جعل الحياة هناك غير قابلة للاستمرار"، مشيرًا إلى مستويات القتل والتدمير الهائلة الناتجة عن الصراع.

انتقادات إسرائيلية للأونروا

تواجه "الأونروا" انتقادات مستمرة من الحكومة الإسرائيلية، التي تدعي أن بعض موظفي الوكالة ينتمون إلى حركة "حماس". ونفت المنظمة الأممية هذه الاتهامات بشدة، مؤكدة أن "الأونروا" تقدم خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق متعددة مثل غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن، محذرة من أن وقف عملها سيزيد من حدة الأزمة الإنسانية.

تفشي معاناة المدنيين في غزة

نقلت "سي إن إن" عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن سكان شمال غزة باتوا "معرضين لخطر الموت" نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف. وذكرت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، أن مئات الفلسطينيين قُتلوا، وتم قصف المستشفيات، مما أدى إلى تشتت الأسر وزيادة المعاناة اليومية. وأضافت أن "ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة لا يمكن السماح باستمراره"، مشددة على ضرورة وقف هذا الاستهتار بالإنسانية وقوانين الحرب.