قبل 4 أعوام، تولى الرئيس جو بايدن الرئاسة في واشنطن، قادماً من مسيرة سياسية طويلة، ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، في خطابه خلال حفل التنصيب، تعهد بايدن بأن يكون "رئيسا لكل الأميركيين"، مؤكداً عزيمته على العمل من أجل جميع المواطنين، سواء من أيدوه أو من عارضوه.
بدأت رئاسة بايدن في أجواء متوترة، عقب اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب لمبنى الكابيتول، في محاولة لعرقلة التصديق على نتائج الانتخابات. ورغم الوعود التي قطعها بايدن، لا تزال الولايات المتحدة تعاني من انقسام سياسي عميق.
بعد عامين من توليه الحكم، تشير الاستطلاعات إلى أن 43% فقط من الأميركيين يؤيدون طريقة إدارته، في وقت يواجه فيه تحديات جديدة مع استعادة الجمهوريين لأغلبية مجلس النواب.
أولاً:بدأت خطة النجاحات:
خطة الإنقاذ الأميركية لمواجهة "كوفيد-19":
كان من بين أولى خطوات بايدن كرئيس التصدي لجائحة فيروس كورونا، حيث أقر خطة إنقاذ بقيمة 1.9 تريليون دولار. تضمنت الخطة تقديم دفعات نقدية بقيمة 1400 دولار للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فضلاً عن تمديد إعانة البطالة الفدرالية بقيمة 300 دولار أسبوعياً لنحو 9.7 مليون عاطل عن العمل. كما تم توسيع برنامج الائتمان الضريبي للأطفال وتخصيص 7.25 مليارات دولار لدعم الأعمال الصغيرة و128 مليار دولار للوكالات التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، عمل بايدن على تسريع جهود مركز السيطرة على الأمراض لتوفير لقاحات كوفيد-19 بالمجان وتوزيعها في جميع أنحاء البلاد.
مشروع قانون البنية التحتية:
في نوفمبر 2021، وقع بايدن مشروع قانون بنية تحتية بقيمة تريليون دولار، يهدف إلى تحديث الطرق والجسور والسكك الحديدية والمطارات. يخصص القانون 284 مليار دولار لهذه المشروعات، مع تخصيص 65 مليار دولار لتحسين خدمات الإنترنت في المناطق الريفية، و73 مليار دولار للطاقة المتجددة، و55 مليار دولار لضمان مياه شرب نظيفة.
قانون السلامة من الأسلحة النارية:
عقب حوادث إطلاق النار الجماعي في أوفالدي وبافلو، وقع بايدن مشروع قانون تاريخي للسلامة من الأسلحة النارية، وهو الأهم منذ 30 عامًا. رغم أنه لم يكن بالقدر المطلوب من قبل نشطاء السيطرة على الأسلحة، أكد بايدن أن هذا التشريع سيكون له أثر إيجابي في إنقاذ الأرواح.
قانون إعادة البناء بشكل أفضل:
تمكن بايدن من تمرير قانون إنفاق اجتماعي ضخم يبلغ حوالي 2 تريليون دولار، الذي تضمن وعوده الانتخابية مثل إصلاح نظام الرعاية الصحية، وتوفير إجازة ما قبل الروضة، وإجازة عائلية مدفوعة. كما شمل القانون تخصيص 550 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ، تمويلها جزئياً من خلال رفع الضرائب على الشركات والأثريا.
ثانياً: إخفاقات بايدن
ارتفاع التضخم لمستويات قياسية:
شهدت السنتان الأوليان من حكم بايدن تدهورًا في الوضع الاقتصادي، حيث سجل التضخم مستويات قياسية هي الأعلى منذ 40 عامًا. ترافق ذلك مع زيادة ملحوظة في أسعار المواد الغذائية ووقود السيارات.
كما أثر تراجع مؤشرات سوق الأسهم سلبًا على حسابات التقاعد لملايين الأميركيين، مما زاد من المخاوف من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وكانت هناك مخاوف من دخول البلاد في مرحلة ركود، خاصة بعد أن رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة قصيرة الأجل بنسبة 0.75% أربع مرات في العام الماضي.
قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لتولي بايدن الرئاسة، صدم الأميركيون بفضيحة تتعلق باحتفاظه بوثائق حكومية سرية في مكتبه الخاص بواشنطن، بالإضافة إلى وثائق في منزله في ولاية ديلاوير تعود لفترة عمله كنائب للرئيس باراك أوباما. وقد قام وزير العدل ميريك غارلاند بتعيين المحقق الخاص روبرت هور للتحقيق في "نقل غير مصرح به والاحتفاظ بوثائق سرية أو سجلات حكومية بطرق غير قانونية".
وبذلك، وبعد 4 أعوام من حكمه، أصبح بايدن في الثانية والثمانين من عمره، ليكون أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.