تكونت العلاقة الاستراتيجية المصرية السعودية كامتداد طبيعي لتعدد أواصر الروابط بين الدولتين منذ القدم ، فروابط الدم و التاريخ والجغرافيا والدين والعقيدة والسياسه جعلت هناك قاعده متميزه للعلاقات الاقتصاديه والتجاريه المتميزه بين الشقيقتين , ونظرا لموقع مصر الفريد بحكم ان مصر هي بوابه القاره الافريقيه من الشمال الشرقي ، أصبح تلقائيا ان تكون مصر بوابه للعلاقات السعوديه الافريقيه المتميزه والتي تنمو وتتزايد وتتسع بين السعوديه و معظم بلدان الاتحاد الافريقي.
وقال الدكتور ياسر حسين الخبير الاستراتيجي في العلاقات المصريه السعوديه إن العلاقات الاقتصاديه المتميزه بين البلدين كانت مثل فاتح الشهيه للاقتصاد السعودي للانطلاق نحو أفريقيا اقتصاديا وتجاريا, فالسعودية هي المستثمر الأكبر والأول عربيا ودوليا علي ارض مصر باجمالي استثمارات سعوديه علي ارض مصر تقدر بحوالي 55 مليار دولار حتي عام 2024 ., وتقدر عدد الشركات السعوديه التي تعمل في مصر بحوالي 7000 شركه سعوديه تعمل علي ارض مصر في عدد 5350 مشروع حتي عام 2023
وأوضح أن القطاع الخاص السعودي يعد من أكبر المستثمرين في مصر ويحتل المرتبه الاولي من الاستثمار الخارجي علي ارض مصر حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسعوديه خلال عام 2023 حوالي 12,8 مليار دولار, وتأتي مصر في المركز السابع لأكبر الشركاء التجاريين مع السعوديه وتقدر استثمارات مصر في السعوديه بحوالي 4 مليار دولار لعدد 3000 شركه مصريه تعمل علي الأراضي السعوديه, كما أن الجاليه المصريه في السعوديه هي الأكبر بين كل الوافدين.
وأشار "حسين" إلى أن كل تلك المؤشرات المتميزه في العلاقات الاقتصاديه والتجاريه بين مصر والسعوديه أدت الي جعل مصر بوابه للنمو المتزايد للعلاقات الاقتصاديه بين السعوديه وأفريقيا.
وأضاف أن حجم الاقتصاد السعودي والافريقي يقدر بحوالي 4 تريليون دولار ، والسعوديه هي الاقتصاد رقم 17 عالميا عام 2022 ، وأفريقيا هي ثاني أكبر القارات مساحة بعد اسيا ، والاتحاد الافريقي يتكون من 55 دوله حجم اقتصادهم 3 تريليون دولار ، وأفريقيا بها 5 دول من اسرع 10 اقتصاديات نمو في العالم ، كما أن أفريقيا مازالت بكرا اقتصاديا خلافا لكل القارات, وكل من السعوديه والاتحاد الافريقي أعضاء بمجموعه العشرين 2023
وقد سجل التبادل التجاري بين السعوديه وأفريقيا أرقام قياسيه عام 2023 حيث وصل الي 44 مليار دولار ، مقسمه الي 34 مليار صادرات ، وواردات 10 مليار دولار ويميل الميزان التجاري لصالح السعوديه .
ولفت إلى أن السعوديه وأفريقيا تتشارك في ركائز اقتصاديه مشتركه من أهمها وأبرزها ، النقل واللوجستيات ، ومصر طرف أصيل مابين السعوديه وأفريقيا بحكم الموقع المتميز جغرافيا لمصر كبوابه أفريقيا من الشمال الشرقي وشواطئ مصر الممتده علي البحرين الأحمر والمتوسط وخليجي العقبه والسويس وقناه السويس كممر استراتيجي فريد عالميا ، بالاضافه لمواني مصر ومطاراتها العالميه ، وكذلك الأراضي المصريه التي تتمتع بشبكه طرق حديثه ومتطوره وعالميه .
وقدرت حجم الاستثمارات والتمويلات السعوديه المخططه لدول الاتحاد الافريقي خلال عام 2024 حوالي 41 مليار دولار ، موزعه في مجالات الصناعه والبتروكيماويات والمعادن والتعدين والاتصالات والطاقه والمناخ والزراعة والسياحه .
وتقدر إجمالي العماله الافريقيه في السعوديه بحوالي 21% من العماله الاجنبيه بالسعوديه وهي نسبه تتخطي الخمس بحجم عماله 2,5 مليون شخص من بلدان الاتحاد الافريقي، مشيرًا إلى أن العلاقات السعوديه الافريقيه متوقع لها تطور إيجابي ونمو متزايد للمقومات الاقتصاديه والتجاريه المتنوعه التي يتميز بها الجانبين ،
واوضح أن المجلس الأعلي للاقتصاد العربي الافريقي يشكل كيان متميز من أجل التكامل الاقتصادي والتشارك والاستثمارات المتبادله والشراكه التجاريه المتميزه وتاتي مصر بوابه العبور المتزايد بالنمو بين السعوديه ودول الاتحاد الافريقي لما فيه الخير والنماء للبلدان والشعوب.
وأكد الدكتور محمد عبد الهادي الخبير الاقتصادي والمصرفي , أن مصر تعتبر مركز استراتيجي هام للتبادل التجاري بين دول افريقيا وآسيا الي العالم وخاصة دول أوروبا وبالتالي فإن الدولة المصريه اصبحت للعالم كله بمثابة منطقه لوجستية ومسار من مسارات التحرك بين الدول.
وقال إن الصين عندما قامت بتحديد مسار طريق الحرير ( الحزام والطريق ) وضعت مصر ضمن المسارات الحيويه ومنفذ من منافذ الإنتقال إلي القارة الاوروبيه وبالتالي كافه الدول تعلم مدي أهمية الدوله وموقعها المتميز وخلال الفترات السابقة أصبح العالم يتحرك في مسارات أفقيه ورأسيه للتحرك الاقتصادي نحو الدول التي مازالت لا يوجد بها ندرة من الموارد وهي القارة السمراء حيث تعد افريقيا غنيه بالموارد الطبيعيه التي تتراوح ما ما بين الاراضي الصالحه للزراعه والمياه والنفط والغاز الطبيعي والمعادن والغابات والحياه البريه وتحتفظ القاره بنسبه كبيره من الموارد الطبيعيه في العالم سواء من مصادر الطاقه المتجدده او غير المتجدده ومن بين هذه الدول الافريقيه التي اتسعى العالم الى جذب الاستثمار اليها جمهوريه الكونغو الديمقراطيه على نطاق واسع هي تعتبر من اغنى دول العالم في الموارد الطبيعيه وتقدر قيمه رواسبها وغير المستغله من المعادن بما يزيد على 24 ترليون دولار امريكي.
ولفت إلى أن المملكه السعوديه تسعى خلال الفترات السابقه الى تنفيذ رؤيتها 2030م من خلال تحرك بالاستثمارات السعوديه نحو دول افريقيا وربط مملكه السعوديه بكافه دول العالم وخاصه الدول الافريقيه الغنيه بالموارد الطبيعيه وتعتبر العلاقات السعوديه والقاره الافريقيه ليست وليده اليوم ولكن على مدى الاعوام السابقه اهتمت القياده السعوديه بالاستثمار في دول افريقيا في مجالات كثيره منها الطاقه والتعدين والاتصالات والاغذيه وغيرها سواء استثمارات مباشره او غير مباشره.
ومن خلال تحرك هذه الاستثمارات تاتي دور الدوله المصريه في عمليه الانتقال لهذه الاستثمارات من الدول الافريقيه التي قامت المملكه السعوديه بالاستثمار فيها حيث ياتي الدور المصري في عمليه ربط هذه الاستثمارات ونقاط الوصل بين الاراضي السعوديه والدول الافريقيه .
وأوضح أن الدور المصري نحو القاره الافريقيه حيث تعد الدوله المصريه دوله محوريه نحو تنميه القاره الافريقيه بحكم ان مصر ضمن القاره الافريقيه وبالتالي تسخر مصر كافه الاجراءات نحو تذليل العقبات نحو الاستثمار في القاره الافريقيه ولا سيما العلاقات المصريه السعوديه وتسعي مصر الى الانفتاح حول العالم كله وتشجيع التجاره العالميه حول الاستفاده من اتفاقيات التجاره الحره الافريقيه واهميه توجه الاستثمارات وخاصه الاستثمارات السعوديه نحو الاستفاده المشتركه بين المملكه والقاره الافريقيه ولن ياتي ذلك الا من خلال دور مصر الحيوي نحو التبادل بين كافه الدول وبين المملكه السعودية.