أقدمت إسرائيل على تنفيذ ضربات جوية فجر السبت، استهدفت مواقع إيرانية للدفاعات الجوية ومواقع تصنيع وإطلاق الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية.
استجابت إسرائيل لتحذيرات حلفائها، وخاصة الولايات المتحدة، التي نصحتها بتجنب قصف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية لتفادي اشتعال نزاع إقليمي واسع.
وأكد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن على إيران تجنب التصعيد، محذراً من أن أي رد إيراني سيجبر إسرائيل على الرد.
وبدورها، ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية أن "رداً مناسباً" سيأتي رداً على الضربات، فيما أكدت طهران قدرتها على التصدي، مشيرة إلى أن الأضرار كانت "محدودة".
وفي بيان رسمي، كشف الجيش الإيراني مقتل ضابطين، هما الرائد حمزة جهانديده، والضابط الأول محمد مهدي شهرخيفر، في الضربات.
بينما طالبت عدة دول بتهدئة التوترات بين الطرفين. تركيا أدانت الضربات بوصفها "إرهاباً" داعية إلى إنهاء "التهديد الإسرائيلي للمنطقة".
كما حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من أي "رد تصعيدي" قد يخرج الأزمة عن السيطرة، فيما أعربت روسيا عن قلقها من "تصعيد متفجر" قد يهدد استقرار المنطقة، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وكشفت مصادر لموقع "أكسيوس" أن إسرائيل وجهت رسالة تحذيرية لإيران عبر وسطاء قبيل الهجوم، بهدف منع توسع دائرة العنف.
وأوضحت المصادر أن هذه الرسالة نقلها وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب الذي دعا بدوره إلى ضبط النفس خلال محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين.
لماذا جاء الرد بهذه الطريقة؟
من جانبه، صرح الدكتور عمرو الهلالي، المحلل السياسي، أن إسرائيل اختارت استهداف مواقع من الدرجة الثانية والثالثة في غاراتها الأخيرة على إيران، متجنبةً الأهداف الاستراتيجية الكبرى مثل المنشآت النووية ومصافي البترول.
وأضاف الهلالي، لـ"بلدنا اليوم"، أن هذا الخيار يعكس عدة عوامل متداخلة منعت إسرائيل من اللجوء إلى ضربات قد تؤدي لحرب شاملة مع طهران.
وأوضح الهلالي أن المنشآت النووية تبقى على رأس قائمة أهداف إسرائيل، لكنها تُستَهدف فقط في حال اقتراب إيران من تطوير القنبلة النووية.
كما أن توجيه ضربات لمثل هذه الأهداف يتطلب خطة شاملة وجاهزية عالية من سلاح الجو، والذي يحتاج لطائرات متخصصة وقنابل عميقة للوصول إلى العمق النووي، وهو ما لا تسعى له تل أبيب في الوقت الراهن.
وأكد أن الغارات المحدودة تحمل رسالة رد فعل لإيران على هجومها الصاروخي الأخير الذي بدوره استهدف مواقع غير حيوية في إسرائيل، وكأن تل أبيب ترد بالمثل، بدون التصعيد إلى مستويات عالية.
هذه السياسة، بحسب الهلالي، تهدف إلى توصيل رسالة أخرى لإيران بأن الداخل الإيراني بات معرضًا لضربات إسرائيلية في حال قررت تل أبيب توسيع نطاق الهجوم.
ويرى الهلالي أن هذا التوجه يأتي استجابة لطلب الولايات المتحدة من إسرائيل، حيث طلبت منها ضبط النفس وعدم الدخول في حرب إقليمية شاملة، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ إذ قد تكون الولايات المتحدة غير مستعدة سياسيًا لدعم إسرائيل بشكل كامل في هذا التوقيت الحساس.