نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات ضد عدد من المواقع العسكرية في إيران ضمن عملية الرد على "عملية الوعد الصادق" التي نفذتها إيران ضد أهداف إسرائيلية، في أبريل وأغسطس الماضي.
ووفقًا لبيان أصدره الجيش الإسرائيلي فإن الضربات استهدفت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية وأنظمة صواريخ أرض جو وقدرات جوية إيرانية أخرى بهدف تحييد الدفاع الجوي الإيراني والسماح للمقاتلات الإسرائيلية بالسماح بالعمل بحرية أكبر في المجال الجوي الإيراني.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت بطاريات الدفاع الجوي الإسرائيلي ومواقع عسكرية أخرى كان من بينها 3 مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني، ومن المحتمل أن تكون هذه الضربات أصابت أنظمة دفاع جوي روسية الصنع وأخرجتها عن الخدمة سواء جزئيًا أو كليا.
وبحسب ما نقلته "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين فإن الضربات استهدفت منظومة إس 300 روسية وهي منظومة متطورة للدفاع الجوي كانت في مطار الإمام الخميني الإيراني.
وشملت الضربات الإسرائيلية استهدف مواقع للدفاع الجوي في كلا من دولتي العراق وسوريا وكانت هذه الضربات تمهيدًا لتنفيذ الهجمات ضد إيران، ويُرجح الخبراء العسكريون أن الطائرات الإسرائيلية لم تدخل المجال الجوي الإيراني وإنما أطلقت قذائفها وصواريخها من خارج المجال الجوي، ويبدو أن الهجمات الإسرائيلية تمت بواسطة الطائرات المقاتلة من طرازي إف – 16، وإف 15- إيجل القاذفة، وطائرات مسيرة أخرى.
وفي المقابل، نفت المصادر الإيرانية أن تكون هذه الهجمات الجوية الإسرائيلية حققت أهدافها، مردفةً أن وسائل الدفاع الجوي الإيراني أحبطت الهجمات كما أن طهران تستعد لرد محسوب ومدروس على الهجمات الإيراني.
وفي ضوء المعطيات المتاحة، حتى الآن، فإن الضربات الإسرائيلية الأخيرة جاءت متلزمة بقواعد الاشتباك الضمني في ضوء تفاهمات أخرى مع الولايات المتحدة، كما تم التنسيق مع الجانب الإيراني بشأن الضربات التي تمت من أجل أن لا تؤدي تلك الضربات إلى مزيد من التصعيد أو الدخول في حرب مفتوحة مع إيران.
وتجنبت تل أبيب استهداف المواقع الإيرانية الحساسة بما في ذلك المفاعلات النووية الإيرانية ومنشآت النفط الإيرانية ومحطات الطاقة الهامة ومواقع إنتاج وتخزين الصواريخ الباليستية الإيرانية التابعة للقوات الجوفضائية وقوات حرس الثورة الإيراني.
خبراء: الضربات التزام بقواعد الاشتباك بطلب أمريكي
بدوره، قال محمد عبادي، الباحث السياسي، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت منظومات دفاع جوي إيراني بهدف تعطيلها أو إخراجها عن الخدمة بما يسمح للقوات الجوية الإسرائيلية بمزيد من حرية الحركة في المستقبل داخل المجال الجوي الإيراني.
وأضاف "عبادي" في تصريحات لـ"بلدنا اليوم" إن الفترة الحالية لا تريد إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة التورط في حرب مفتوحة الجبهات مع إيران، لذا التزمت تل أبيب بخطوط الرد التي رسمتها واشنطن وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة ربما أغرت تل أبيب بثمن كبير مقابل الالتزام بقواعد الاشتباك الضمنية وعدم المغامرة بشن ضربة واسعة النطاق تشعل حربا إقليمية.
وبدوره، أشار إسلام المنسي، الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن الضربات الأخيرة جاءت ملتزمة بقواعد الاشتباك الضمنية في وقت تستمر فيه الحرب الحقيقية في قطاع غزة وجنوب لبنان.
وأوضح "المنسي" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن الضربات الأخيرة هي حلقة من حلقات الصراع الجيوسياسي بين إيران وإسرائيل وكلا البلدين يريدان تجنب حرب إقليمية واسعة النطاق ولذا فإن الضربات الأخيرة محدودة بل واستهدفت مواقع معروفة سلفًا للجانب الإيراني بل وتم إبلاغه بهذه المواقع حتى لا تكون تلك الضربات فتيل اشتعال لحرب أوسع نطاقا.
واعتبر "المنسي" أن الحرب الحقيقية تتم على أراضي عربية والدول العربية هي المتضررة وتدفع ثمن الصراع الجيوسياسي بين إيران وإسرائيل، وفق قوله.