في ذكرى رحيل الشاعر الكبير "فاروق شوشة "الذي يعد واحد من الأسماء البارزة في عالم الثقافة والأدب بمصر والوطن العربي من خلال أعماله الشعرية جانبا الي دوره الكبير في في الدفاع عن اللغة العربية وخدمتها ونجح "شوشة" في أن يعيد الوجدان الثقافي للمصريين حيث انطلق برنامجه الإذاعي الأشهر «لغتنا الجميلة» في أعقاب نكسة 1967.
عمل "فاروق شوشة " أستاذ للأدب العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وهو عضو مجمع اللغة العربية فى مصر وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة وكما كان رئيس لجنة المؤلفين والملحنين وقام بتقديم برنامجه الإذاعى "لغتنا الجميلة" فى الإذاعة المصرية عام 1967, إلى جانب أمسيته الشعرية بالتليفزيون المصرى
وتخرج "فاروق شوشة "من كلية دار العلوم في خمسينيات القرن العشرين، وثار على القصيدة الكلاسيكية القديمة التي درسها، لينقلها إلى آفاق تتسم بالحداثة عبر شعر "التفعيلة".
كما قام كبار المطربين بالغناء من كلمات "فاروق شوشة" و احتفظت ذاكرة الإذاعة بأربعة من هذه الأعمال التي تنوعت بين العاطفية والوطنية و من أول الأغاني التي كتبها "شوشة" ولحنها الموسيقار" محمد الموجي " كانت من نصيب"الشحرورة صباح" وقام بكتبتها باللهجة العامية وحملت اسم "والله اتجمعنا تاني يا قمر" وقد غنتها "صباح " فى بداية السبعينيات , وكما تعاون" شوشه" و"الموجبي" في رائعتين أخريين , وقدمت الراحله" وردة الجزائرية" قصيدتها الوطنية الشهيرة "أحبها يهتز قلبي عندما يقال مصر" وثالث الأعمال كان من نصيب الفنانة "ميادة الحناوي" وهي قصيدة عاطفية بعنوان "يا غائبًا لا يغيب".
وايضا تعاون فاروش شوشة مع الموسيقار رياض السنباطي وقد كان اللقاء في رائعة الفنانة "نازك" صاحبة الصوت الأسمهانى الرائع، التي غنت قصيدة «أسامعي أنت يا حبيبي»، أما الفنانة "سعاد محمد" التي كان يعتمد عليها السنباطي كثيرًا في غناء القصائد بعد وفاة كوكب الشرق أم كلثوم
فقد ترك شوشة ارث غني بالعديد من الدواوين الشعرية، من بينها: «إلى مسافرة» عام 1966، و«العيون الزرقاء» عام1972، و«لؤلؤة في القلب» عام 1973، و«في انتظار ما لا يجيء» عام 1979، و«لغة من دم العاشقين» 1986، و«هئت لك» عام 1992، و«سيدة الماء» عام 1994، و«حبيبة والقمر» (شعر للأطفال) عام 1998، و«الجميلة تنزل إلى النهر» عام 2002.
ومن مؤلفاته: «لغتنا الجميلة»، و«أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي»، و«أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي»، و«لغتنا الجميلة ومشكلات المعاصرة».
وحصل الراحل علي العديد من التكريمات من دول ومهرجانات ومؤتمرات كثيرة في مصر وخارجها، وكان آخر ما حصل عليه جائزة «النيل في الآداب» في يونيو 2016، وهي أبرز جائزة سنوية تمنحها مصر بمجال الثقافة والفنون، كما حصل شوشة على جائزة الدولة في الشعر عام 1986، والتقديرية في الآداب عام 1997، وجائزة كفافيس العالمية عام 1991، وغيرها من الجوائز.