أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رسول الله ﷺ كان تجسيدًا لأعلى درجات الخلق وأكملها، حيث منحه الله التوفيق ليكون رحمة للعالمين، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم بدأ برسالة الرحمة في قول الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وهذه الرحمة لم تكن مجرد كلمات، بل كان رسول الله ﷺ يتخلق بها في كل جوانب حياته.
وفي استحضار لواقعة فتح مكة، لفت الدكتور علي جمعة إلى الموقف العظيم الذي يظهر فيه خلق النبي ﷺ، فعلى الرغم من هيبته وجلالته، التي فاقت الملوك في الدنيا، وعلو مكانته عند الله في الآخرة، كان مشغولاً بأمور الدنيا والدين، إلا أنه لم يغفل عن كلبة كانت فزعة على أبنائها أثناء مرور الجيش.
روى جمعة أن النبي ﷺ رأى هذه الكلبة وهي في حالة من الخوف، تهر على صغارها، فأمر أحد أصحابه، جعيل بن سراقة، أن يحرسها ويحميها من روعتها حتى تمر الجيوش دون أن تُزعجها.
وأكد جمعة أن هذا التصرف النبوي الشريف يعكس الرحمة التي كان يحملها رسول الله ﷺ ليس فقط للبشر، بل لكل مخلوقات الله، حتى تلك التي قد يعتبرها الفقهاء نجسة.
وأشار إلى قول النبي ﷺ: "في كلّ ذات كبد رطبة أجر"، ليبين أن كل كائن حي يستحق الرأفة والرحمة.
واختتم جمعة، قائلاً: "فاللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على الرَّحمةِ المهداة، والنِّعمة المسداة، سَيِّدِنا محمد المختار، وعلى آلِهِ الأطهار، وأصحابه الأخيار".