حوّلت الحرب الإسرائيلية قطاع غزة إلى "مدينة أشباح" وربما لن تكون صالحة للسكن بعد الآن، حيث تم محو أحياء بأكملها، وتعرضت منازل ومدارس ومشافي للقصف الجوي، واحترق بعضها بنيران الدبابات، ولا تزال بعض المباني قائمة، لكن معظمها عبارة عن هياكل متضررة.
تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة قبل عام في قتل وجرح وتشريد عشرات الآلاف والأزمة الإنسانية تتفاقم، ويتزايد مستوى الدمار الذي لم يسبق له مثيل بالعالم منذ سنوات طويلة.
الكثافة السكانية في غزة هي الأعلى في العالم، وقبل اندلاع الحرب، كان سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، يتوزعون على مساحة 365 كلم، حيث تم تدمر 59 في المائة من مباني القطاع الفلسطيني المحاصر بالكامل، وذلك استناداً إلى صور أقمار اصطناعية أميركية، حيث تعادل هذه النسبة نحو 169 ألف مبنى.
ويتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتقول الأمم المتحدة في بيان لها إن 693 فلسطينيا قتلوا في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، حتى تاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2024، بينهم 676 شخصا قتلته القوات الإسرائيلية و12 شخصا قتلهم مستوطنون إسرائيليون.
ويقول الاحتلال الاسرائيلي إن عملياته في الضفة الغربية تهدف إلى وقف الهجمات الفلسطينية القاتلة على إسرائيليين في الضفة وتل أبيب، وتشرف الحكومة الإسرائيلية الحالية على توسيع رقعة المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة
ويعتبر هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، قتل فيه أكثر من 1200 شخص، حسب آخر الإحصاءات الإسرائيلية المقدمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتشير تقارير انه في نوفمبر/تشرين الأول 2023 انضمت خمسة فصائل فلسطينية مسلحة إلى حماس في تنفيذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بعد تدريبات عسكرية مشتركة منذ عام 2020، وأخذت حماس والفصائل المشاركة معها في الهجوم 251 رهينة إلى غزة.
وقد أطلق سراح بعضهم خلال العام الماضي؛ عدد منهم عن طريق المفاوضات وآخرون خلال عمليات عسكرية، شهدت هدنة نوفمبر/ تشرين الثاني الإفراج عن 105 رهائن لدى حماس و240 معتقلا فلسطينيا لدى إسرائيل.
قدرت الأمم المتحدة عدد السكان المتبقين في غزة حتى تاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2024 يقدر بـ 2.1 مليون ساكن، 90٪ منهم نازحون، وخلال عام من الحرب، أطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء عدة ووجه السكان في غزة نحو مناطق مدعياً إنها "آمنة".
وكشفت تقارير لمنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) في أغسطس/آب 2024 إن 1.7 مليون شخص في غزة وجهوا نحو منطقة مساحتها 48 كيلومترا مربعا فقط، ما يجعل الكثافة السكانية في تلك المنطقة تساوي 35 ألف ساكن في كل كيلومتر مربع واحد.
وقال خبراء في الأمم المتحدة إن أكثر من 70٪ من كل البيوت في غزة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب، وفي الأيام الستة الأولى فقط من الحرب أطلق جيش الطيران الإسرائيلي على غزة أكثر من 6000 قنبلة.